أعلن موقع Calm المتخصص في علوم النوم والصحة النفسية أن الضوء المنبعث من شاشات الهواتف يربك الساعة البيولوجية للجسم ويثبّط إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يرسل إشارات إلى الدماغ بأن وقت الراحة قد حان. وتؤدي هذه الإشارات المغلوطة إلى يقظة مستمرة حتى وإن كانت العيون شبه مغلقة. كما يوضح التقرير أن هذا التأثير لا يقتصر على الدخول في النوم بل يؤثر أيضًا على جودة النوم وإيقاع اليقظة النهاري.
تأثير الضوء الأزرق في الليل
ينبع الضوء الأزرق عالي الطاقة من شاشات الأجهزة في ساعات الليل، وهو يشبه في تأثيره ضوء النهار الطبيعي. وعندما يتعرض له الشخص في الليل، يفسر الدماغ الإشارة على أنها صباح وبذلك يفرز هرمونات اليقظة ويؤخر الإشارات المهدئة للنوم. نتيجة ذلك يواجه النائم صعوبة الدخول في النوم العميق وتقل جودة النوم وتزداد تقلباته خلال الليل.
التأثير على الصحة النفسية والنوم
لا يقتصر التأثير على النوم فحسب، بل ينعكس أيضًا على جودة النوم نفسه وعلى المزاج اليومي. فالإفراط في التصفح قد يرفع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، مما يعزز اليقظة العاطفية ويؤخر الإحساس بالنعاس الطبيعي. كما يساهم الاستمرار في الاستيقاظ المتكرر في اليوم التالي في زيادة الشعور بالإرهاق والتوتر.
متى يجب التوقف عن الهاتف؟
ينصح الخبراء بتقليل استخدام الشاشات تدريجيًا قبل النوم بفترة تتراوح بين 30 و60 دقيقة، وهي الفترة التي يحتاجها الجسم لاستعادة التوازن الهرموني وتهيئة الدماغ للنوم. يمكن استبدال التصفح الليلي بأنشطة هادئة مثل قراءة كتاب ورقي أو الاستماع إلى موسيقى مريحة أو ممارسة التأمل البسيط. يقلل ذلك من التهيج العصبي ويجهز العقل للنوم.
إعداد بيئة نوم داعمة
وتلعب البيئة المحيطة بالنوم دورًا حاسمًا في تقليل جاذبية الشاشات ليلاً. توصى الإرشادات بإضاءة خافتة والابتعاد عن مصادر الصوت ووضع الهاتف خارج غرفة النوم، فضلاً عن تفعيل وضع الليل في الأجهزة إن استمر الاعتماد على الجهاز. كما يجب تجنب وضع الجهاز في السرير خلال فترة قبل النوم حتى لا يربك الدماغ بمثابة إشعار.
تحقيق التوازن مع التكنولوجيا
لا تعتبر التكنولوجيا عدواً للنوم؛ بل تحتاج إلى استخدام واعٍ يوازن بين الاسترخاء والتحفيز الرقمي. يمكن الاعتماد على أدوات مفيدة مثل تطبيقات الضوضاء البيضاء والتأمل الصوتي كبدائل أكثر هدوءاً للتصفح. المهم هو ضبط توقيت الاستخدام وطبيعته بحيث يصير وسيلة للاسترخاء بدلاً من مصدر للقلق.
خلاصة
يبني الإنسان علاقة صحية مع الهاتف عندما يمنح العقل فرصة للراحة بعد يوم طويل من التحفيز الرقمي. وعندما يصبح وقت ما قبل النوم مساحة هادئة وخالية من الإشعارات والأضواء، يصبح النوم أعمق والعقل أكثر صفاءً في الصباح التالي. وبذلك تتحسن جودة النوم وتقل التقلبات المزاجية خلال اليوم.








