تستعد مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بالشراكة مع متحف سيول للفنون، لتنظيم معرض «روافد ورؤى» في متحف سيول للفنون (SeMA) بالعاصمة الكورية سيول، خلال الفترة من 16 ديسمبر حتى 29 مارس المقبلين.
تجمع أكثر من 100 عمل فني لـ47 فناناً، من بينهم 33 فناناً إماراتياً، ويمتد عبر ثلاثة أجيال من المبدعين مجسّدة خمسة عقود من نشأة وتطور التشكيل الإماراتي المعاصر، وتضم أعمال فنانين مثل حسن شريف، عبدالله السعدي، شيخة المزروعي، آلاء يونس، ورند عبدالجبار، وجميري.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن دولة الإمارات وجمهورية كوريا ترتبطان بعلاقات راسخة وشراكة استراتيجية متنامية في مختلف القطاعات، منها قطاع الثقافة والفنون الذي يشهد نموذجاً متميزاً للتعاون بين مهرجان أبوظبي التابع لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ومتحف سيول للفنون (SeMA)، بما يجسد رؤية قيادتي البلدين في تعزيز التلاقي والتواصل ومد جسور التعاون بين الشعبين.
وأضاف سموه أن معرض «روافد ورؤى»، الذي يقام في متحف سيول للفنون بالعاصمة الكورية، ويقدّم 47 فناناً من الإمارات، يمثّل محطة محورية في مسيرة تبادل الرؤى والخبرات والتجارب الفنية ضمن مشهد الفن التشكيلي العالمي، لا سيما في منطقة جنوب وشرق آسيا، وتزخر العلاقات الإماراتية الكورية بتاريخ حافل من التعاون المثمر على مدار العقود، وترتكز على قاعدة صلبة من الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
ومن جهتها، أكدت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، أن معرض «روافد ورؤى» يسلط الضوء من خلال التصوير الفوتوغرافي والفيديو والرسم والنحت والأداء والتركيب الفني على أثر تلاقي الفكر الإبداعي والحوار الثقافي وتواصل الحضارات، ويعزز حضور فناني الإمارات على الساحة العالمية، عبر تبادل المعرفة والوعي بمكانة الفنون في مسيرتنا نحو مستقبل متطور.
وتضيف أن في عالم بات قريةً كونية تحفل بالإبداع والابتكار والتبادل والحوار، تتجاور فيها الثقافات وتلتقي، يأتي المعرض ليقدم تجارب أجيال ثلاثة من فناني الإمارات، نشأوا في ظل تحولات بنائها المتطور، وأسهموا في نهضتها الثقافية والمعرفية، وحافظوا على أصالة رؤاهم، ووازنوا بين التقليدي والحداثي، لتثري السياقات الإقليمية والعالمية وتفتح آفاقاً جديدة في سيئول.
وسائط فنية
يغطي المعرض وسائل متعددة منها التصوير الفوتوغرافي والفيديو والرسم والنحت والأداء والتركيب، ويستكشف كيف تتغير الدلالات والمعاني بين جيل وآخر ومنطقة وأخرى، ويخوض في مكامن التحولات الدقيقة التي تشكلها عمليات التبادل والسياقات الثقافية المختلفة.
كما يناقش المعرض كيف تسهم أشكال التقارب الثقافي المتنوعة، سواء كانت ثقافية أم جغرافية أم نابعة من الهويات والحكايات المشتركة، في صياغة التحولات دون إلغاء الاختلاف أو طمس الخصوصية الثقافية.
ديناميكيات متعددة
وتكشف المعروضات بإشراف القيّمتين الفنيتين مايا الخليل وأونجو كيم عن ثلاثة أقسام رئيسية بمواضيع خاصة بكل قسم، تم تطوير كل منها بالشراكة مع القيّمين الفنيين الضيوف من بينهم فرح القاسمي، محمد كاظم، كريستيانا دي ماركي، رامين وروكني حائري زادة، وحسام رحماني، وتقدّم كل قسم منظوراً مختلفاً للتفاعل مع العالم، حيث تتلاقى الرؤى أحياناً وتبتعد أحياناً أخرى مع تقديم تفسيرات متعددة.
وقالت مايا الخليل: يشكل المعرض فضاءً تتقاطع فيه ديناميكيات مؤسسة وإبداعية وتزدهر فيه علاقات التعاون الفنية بين ثنائيات وثلاثيات لا تعرف حدوداً جغرافية أو قيوداً زمنية نتيجة اختلاف الأجيال، كما أشارت أونجو كيم إلى سعي المعرض إلى التعمّق في الأصداء المعاصرة الناتجة عن التبادل الفني بين جمهوريتي كوريا والإمارات، كفضاء يفتح آفاق الخيال بأسلوب خلّاق ويؤسس حالة من التعايش المتناغم.
وتؤكد الجهود المشتركة أن الهدف من المعرض نسج سرديات تتجاوز البُعدين الجغرافي والثقافي، والدعوة إلى استكشاف النسيج الإنساني والتواصل عبر أعمال الفنانين المرتبطين بالإمارات، مع بناء آفاق حوار أعمق يثري المشهد الثقافي في البلدين لسنوات مقبلة.








