رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ارتفاع حرارة الطفل: نصائح عملية للأمهات

شارك

توضح المصادر الصحية أن ارتفاع الحرارة عند الأطفال لا يعني دائماً وجود مرض خطير، لكنها إشارة مناعية تدل على مواجهة الجسم لعدوى محتملة. يهم الأهل فهم سبب الحمى واختيار وسائل فعالة وآمنة لخفض الحرارة بسرعة. تُستند هذه النصائح إلى أسس علمية تركز على العلاج المدروس وليس الممارسات التقليدية التي قد تشكل خطراً. يهدف المقال إلى تبيان الخطوات الصحيحة التي تساهم في تقليل الحرارة وتجنب المضاعفات.

تُعد الحرارة الطبيعية في الجسم بين 36.5 و37.5 درجة مئوية، ومع ازديادها عن هذا المجال خصوصاً عندما تقترب من 39 درجة يبدأ جهاز الجسم في حالة استنفار. العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعاً، يليها الالتهابات البكتيرية أو التهابات الجهاز التنفسي والهضمي. قد تظهر الحمى أيضاً بعد التطعيم أو أثناء التسنين عند الرضع. من علامات القلق النعاس الشديد، رفض الرضاعة، البكاء المستمر، أو التشنجات، وينبغي حينها التماس الرعاية الطبية فوراً.

تبريد الجسم بشكل صحيح

لا يعتمد تبريد الجسم على الاستحمام بماء بارد شامل، بل يُفضل مسح جسم الطفل بمنشفة مبللة بماء دافئ عبر مناطق محددة مثل الجبهة والإبطين والفخذين ومؤخرة الرقبة. هذه المناطق تسهم في تبديد الحرارة بشكل أسرع لأنها تفتح الأوعية الدموية وتتيح انتقال الحرارة خارج الجسم. كما يُنصح بارتداء الطفل ملابس قطنية خفيفة تسمح بتهوية الجلد، وتجنب تغطيته ببطانيات سميكة حتى لو بدا مرتجفاً. ويفضل أن لا يستحم الطفل بماء بارد أثناء وجود الحمى لأن ذلك قد يسبب انقباضاً عابراً في الأوعية وتقييد خروج الحرارة.

يرجى تجنّب الاستحمام بماء شديد البرودة أو تطبيق الثلج مباشرة على البشرة. يُفضل اختيار بيئة معتدلة وتهوية مناسبة وتغيير الملابس عند الحاجة لإبقاء الجلد جافاً ومريحاً. يلاحظ أن ارتعاش الطفل أثناء الحمى قد يظهر كإشارة مؤقتة وليس دليلاً على البرد الحقيقي. إذا استمر الارتجاف أو كان غير مبرر، فاستشر الطبيب للحصول على تقييم أوسع.

الترطيب والتغذية أثناء الحمى

يرتبط التعافي بفقدان السوائل أثناء الحمى، لذا يجب تعزيز الترطيب باستمرار. يمكن تقديم الماء والسوائل المتنوعة على فترات قصيرة، كما يمكن الاعتماد على العصائر الطبيعية والشوربات الدافئة. إذا رفض الطفل الشرب، يمكن استخدام الملعقة الصغيرة أو القطارة لإعطاء كميات بسيطة بشكل متكرر. يمكن أيضاً إضافة أطعمة غنية بفيتامين C مثل البرتقال والكيوي واليوسفي لأنها تساهم في دعم المقاومة وتساعد على الشفاء، كما يساهم الكالسيوم في دعم العضلات خلال مرحلة التعافي.

الأدوية الخافضة للحرارة واستخدامها

عندما تتجاوز درجة الحرارة 38.5 درجة مئوية وتظهر علامات الإجهاد على الطفل، يمكن استخدام خافضات الحرارة وفق توجيهات الطبيب أو الصيدلي. الأدوية الأكثر أماناً للأطفال عادة هي الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، ويُحدد الجرعة وفق عمر الطفل ووزنه بدقة. من الضروري عدم إعطاء الأسبرين للأطفال لأنه قد يسبب متلازمة راي، كما لا يجوز مزج أكثر من نوع من خافضات الحرارة في آن واحد لتجنب التسمم الدوائي.

ما يجب تجنبه أثناء الحمى

تجنب استخدام الكمادات الباردة أو الثلج المباشر على الجلد. لا تجبر الطفل على الأكل إذا لم يرغب، فالهضم يحتاج طاقة لمحاربة العدوى. لا تعتمد على وصفات شعبية غير مثبتة علمياً مثل وضع الليمون على الجلد أو المشروبات العشبية غير المعتمدة. عند حدوث تشنجات لا تحاول فتح فم الطفل بالقوة، بل ضع الطفل على جانبه واتصل بالطبيب فوراً.

متى يستدعي الأمر تقييم طبي عاجل؟

إذا استمرت الحمى لأكثر من يومين، أو ارتفعت الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية بالرغم من العلاج، فهذه إشارات تستدعي فحصاً طبياً عاجلاً. كما أن أي ارتفاع في درجات الحرارة عند الطفل دون ثلاثة أشهر يستدعي مراجعة الطبيب فوراً. يُنصح بمراقبة تطور الأعراض وتدوين درجات الحرارة على مدار اليوم لتقييم الاستجابة وتوجيه القرار العلاجي لاحقاً.

مقالات ذات صلة