أظهرت دراسة حديثة أن النماذج اللغوية الكبرى تظل عاجزة عن فهم النكات كما يفهمها البشر. وتبين أن هذه النماذج رغم قوتها المتفاوتة لا تستطيع تفسير المقصود الكوميدي، بل قد تخدع نفسها أحياناً بالاعتقاد بوجود نكتة حين لا يوجد شيء مضحك. ونشرت ورقة بحث بعنوان “Pun Unintended: LLMs and the Illusion of Humor Understanding” تناولت تفسير سبعة نماذج لغوية للنكات.
بينت التجارب أن النماذج تلتقط أنماط النكتة لكنها لا تفهم المعنى الحقيقي. عند اختبار جملة مثل: كنتُ كوميديًا سابقًا، لكن حياتي أصبحت نكتة، أظهرت النماذج أنها تلتقط وجود نكتة فقط. وعندما غيّرت الباحثون الجزء إلى: حياتي أصبحت فوضوية، استمرت النماذج في اعتبارها نكتة رغم غياب التلاعب اللفظي، وهو دليل على الاعتماد على الأنماط وليس على الفهم.
الأمر تكرر مع جملة عن القصص الخيالية حيث ظلت النماذج تعتقد بوجود نكتة حتى عندما تغيّرت كلمات غير مرتبطة. وقال البروفيسور خوسيه كاماشو كولادوس من جامعة كارديف: النماذج تحفظ ما تعلمته لكنها لا تفهمه في الواقع. وتوضح النتائج أن الذكاء الاصطناعي يواجه صعوبات في تفسير الدعابة أو العلاقة الكوميدية ضمن سياق ثقافي.
أسباب الفشل في النكات
توضح النتائج أن النماذج قادرة على رصد النكات التي صادفتها أثناء التدريب لكنها عاجزة عن تفسير الدعابة والمراد الكوميدي. وتظل تعتمد على أنماط معروفة وتتجاهل السياقات الثقافية والمرجعيات الاجتماعية. وبذلك لا يمكن الاعتماد عليها في مهام تتطلب الحس الفكاهي أو التعاطف، رغم الحديث عن اقتراب عصر الذكاء الاصطناعي العام.
بين استمرار التطور السريع للنماذج، يظل البشر، حتى إشعار آخر، الأكثر قدرة على فهم المقصود من النكات الخفيفة. وتؤكد الدراسة أن التقدم في النماذج لا يضمن فهماً دقيقاً للدعابة كما يفهمه البشر. وتبقى الحاجة إلى تقييمات دقيقة واستخدام حذر في مهام تتطلب سياقاً ثقافياً وتفهماً إنسانيًا للنكات.








