يطرح النظام الغذائي المعروف باسم حمية محاكاة الصيام (FMD) نموذجاً غذائياً لمدة خمسة أيام يهدف إلى محاكاة آثار الصيام بدون الامتناع التام عن الطعام. ترتكز الحمية على تقليل استهلاك السعرات بنسبة تقارب 40-50% من الاحتياج اليومي، مع تقليل البروتين والكربوهيدرات وتوجيه الاعتماد الأساسي على الدهون غير المشبعة. تسعى الخطة إلى تفعيل استجابات خلوية واستقلابية مشابهة لصيام الماء مع الحفاظ على عناصر غذائية ضرورية. وتُطبق هذه الدورة عادة على نحو خمس أيام في كل شهر، مع استمرار النظام الغذائي المعتاد لبقية الوقت.
فوائد الصيام الزائف
تشير الأبحاث السابقة إلى أن دورات FMD القصيرة والمنتظمة يمكن أن تدعم فقدان الوزن وتُسهم في تجديد الخلايا الجذعية وتخفيف بعض الآثار الجانبية للعلاجات. كما وجدت تجارب أن FMD قد يخفف من أعراض الخرف ويرتبط بتحسين مؤشرات الالتهاب والوظائف المناعية. وتصف الدراسات أن FMD قد يقلل من علامات شيخوخة الجهاز المناعي عن طريق تقليل مقاومة الأنسولين والدهون الكبدية لدى البشر.
تفاصيل الدراسة
خضعت دراسة جامعة جنوب كاليفورنيا ثلاث إلى أربع دورات شهرية من حمية FMD لمدة خمسة أيام لكل دورة، تليها فترة العودة إلى النظام العادي أو إلى النظام المتوسطي لمدة 25 يوماً. تقرر خلال الدورات تقييد السعرات بواقع نحو 40-50% من الاحتياجات اليومية مع تقليل البروتين والكربوهيدرات وتوجيه الاعتماد إلى الدهون غير المشبعة. كما أُتيح للمشاركين غذاء محدد أثناء الحمية وشمل حساءاً نباتياً، وألواح طاقة، ورقائق بطاطس، ومشروبات طاقة، إضافة إلى مكملات غذائية غنية بالمعادن والفيتامينات والأحماض الدهنية الأساسية.
أظهرت النتائج أن اتباع FMD يقلل عوامل الخطر المرتبطة بالسكري، ويخفض دهون الكبد، ويبطئ شيخوخة الجهاز المناعي، مما ينعكس بانخفاض العمر البيولوجي. ووفقاً لباحثين، قدمت الدراسة أول دليل يدعم انخفاض العمر البيولوجي عبر تجربتين سريريتين دون الحاجة لتغييرات دائمة في النظام الغذائي أو نمط الحياة. كما أشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تدعم إمكانية اعتماد حمية FMD كخيار تدخل قابل للتطبيق لتحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالعمر.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج تمثل دليلاً أولياً على إمكان تقليل العمر البيولوجي من خلال تدخل غذائي قصير الأجل. وأشاروا إلى أن التأثيرات تشمل تجديد وظائف الأيض والجهاز المناعي وتحسين استجابات الخلايا. وذكروا أن الحمية تعتمد على إعداد غذائي غني بالشحوم غير المشبعة وقليل السعرات والبروتين والكربوهيدرات لتوليد استجابات خلوية مشابهة لصيام الماء.
فئات لا تناسبها دايت الصيام الزائف
يشير الخبراء إلى أن الصيام الزائف ليس مناسباً للجميع، فالحوامل والمرضعات أو من لديهن تاريخ من اضطرابات الأكل يجب عليهن استشارة الطبيب المختص قبل البدء. كما يجب تقييم الوضع الطبي في حالات السكري أو أمراض الكلى أو أمراض القلب قبل اتباع البروتوكول، مع مراجعة الطبيب للوضع الصحي. وينصح الخبراء بالحفاظ على الترطيب الكافي وشرب كميات كافية من الماء أثناء التطبيق لضمان السلامة.








