أعلنت فرق بحثية أن بيانات رادارية من مركبات استطلاعية للمريخ كشفت انعكاسات قوية من أسفل الغطاء الجليدي للقطب الجنوبي، في منطقة يبلغ عرضها نحو 12 ميلاً. وتظهر هذه الإشارات أنها قد تكون علامة على وجود ماء سائل محصور تحت طبقات الجليد، وتختلف عن النمط المعهود في المنطقة لكنها تشبه توقيعات الماء المحتبس. وتُلقي النتائج الضوء على احتمال وجود بيئات محمية تحت الجليد قد تحمل ماءً سائلًا إذا توفرت الشروط الملائمة. وإذا ثبتت هذه النتائج، فقد يتغير فهمنا لكون المريخ باردًا وجافًا إلى درجة تعيق وجود ماء سائل في الوقت الراهن، مما يفتح بابًا لأسئلة جديدة حول إمكانية وجود ميكروبات محتملة.
ورغم الحماس الذي أثارته هذه النتائج، يحذر باحثون من صعوبة بقاء الماء سائلاً في الأعماق بسبب درجات الحرارة المنخفضة جدًا وغياب المحاليل عالية الملوحة أو مصادر حرارة جوفية كافية. لذلك يعاد تقييم الانعكاسات بنظريات أكثر محافظة، بما في ذلك تفسير وجود طبقات من ثاني أكسيد الكربون والجليد المائي أو تكوينات من الجليد المالح والطين التي تعزز الانعكاسية دون وجود بحيرة فعلية. هذه التفسيرات تعكس ضرورة إجراء مزيد من القياسات والمقارنة بين بيانات الأجهزة.
توسيع قدرات SHARAD الرادارية
يسعى علماء الفلك إلى التحقق من نتائج MARSIS باستخدام رادار SHARAD الم نصب على متن مركبة استطلاع المريخ المدارية. يعمل SHARAD بترددات أعلى لكنه لم يصل سابقاً إلى عمق قاعدة الغطاء الجليدي الجنوبى. غير أن مناورة جديدة تقلب المركبة بزاوية 120 درجة على طول محور طيرانها تجاوزت الحد السابق البالغ 28 درجة، ما سمح بتوجيه أشعة الرادار إلى أعماق أكبر وربما رصد الانعكاسات نفسها.
نتائج أولية وتفسيرها
في دراسة حديثة نشرت في Geophysical Research Letters حلل جاريث مورجان وفريقه 91 ملاحظة من SHARAD مرت فوق المنطقة بهدف فهم طبيعة الانعكاسات الغامضة. وظهرت صدى قاعدي فقط خلال مناورة VLR، وكانت الإشارة ضعيفة مقارنة بالانعكاسات القوية التي سجلها MARSIS، مما يشير إلى ضعف احتمال وجود ماء سائل في تلك البقعة. ويرجع الفريق هذه النتيجة إلى احتمال وجود طبقة ناعمة من الأرض تحت الجليد، مع التأكيد على أن فروق القياسات بين الجهازين تحتاج إلى مزيد من الدراسة للوصول إلى تفسير نهائي.








