أظهرت دراسة جديدة أن شرب 3 إلى 4 أكواب من القهوة يوميًا مفيد للمرضى الذين يعانون اضطرابات نفسية شديدة مقارنةً بمن لا يشربون القهوة. شملت الدراسة 436 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا، وكانوا يعانون الفصام أو اضطرابات المزاج مثل ثنائي القطب والاكتئاب مع ذهان. وأجريت الدراسة بين 2007 و2018 في أربع وحدات نفسية في أوسلو. وتؤكد النتائج أن 3-4 أكواب يوميًا ارتبطت بتيلوميرات أطول مقارنةً بغير الشاربين، بينما ارتبط تناول 5 أكواب فأكثر بتقصير التيلوميرات وتأثير سلبي على العمر البيولوجي.
الخلفية العلمية للدراسة
يعاني مرضى الاضطرابات النفسية الشديدة من انخفاض متوسط العمر بنحو 15 عامًا مقارنةً بأقرانهم الأصحاء عقليًا، ويرتبط ذلك بمخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان وتسارع الشيخوخة. تشير التيلوميرات إلى نهايات الكروموسومات التي تحمي DNA من التلف، وتبدو مقاييس طولها مرتبطة بعمر الجسم البيولوجي. وتوضح هذه الخلفية البحثية أن العوامل البيئية ونمط الحياة يمكن أن تغير طول التيلوميرات، بما في ذلك استهلاك القهوة.
تفاصيل الدراسة
شملت الدراسة 436 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا، مصابين بالفصام أو اضطرابات المزاج مثل ثنائي القطب والاكتئاب مع ذهان. وتمت متابعة المشاركين بين 2007 و2018 في أربع وحدات نفسية في أوسلو. وسُجّلت كمية استهلاك القهوة لدى كل مشارك ضمن فئات: لا يشرب القهوة، 1-2 كوب، 3-4 أكواب، و5 أكواب فأكثر يوميًا. وتبيّن أن شرب 3-4 أكواب يوميًا ارتبط بتيلوميرات أطول مقارنةً بعدم شرب القهوة، بينما كان شرب أكثر من 5 أكواب يوميًا مرتبطًا بتقصير التيلوميرات وتأثير سلبي على العمر البيولوجي.
تفسير النتائج
تركّزت التفسيرات على الخصائص المضادة للأكسدة في القهوة، مثل حمض الكلوروجينيك (CGA)، وكافستول وكاهويول وتريجونيلين وميلانودين. هذه المركبات تساهم في تقليل الالتهاب وهو عامل شائع في مرضى الاضطرابات النفسية الشديدة. كما أنها تساعد على حماية الخلايا من الشيخوخة المبكرة وتحافظ على سلامة التيلوميرات.
تحذيرات الخبراء
رغم النتائج المشجعة، أشارت الدكتورة إليزابيث أكام من جامعة لوفبورغ إلى أن القهوة تحتوي على عدة مركبات مختلفة، وليست الفوائد محددة بمركب واحد فقط، كما أن الدراسة اعتمدت على تقارير ذاتية من المشاركين حول استهلاكهم للقهوة مما قد يؤثر في دقة النتائج. كما أن الإفراط في شرب القهوة قد يكون ضارًا، إذ ترتبط المستويات العالية بمخاطر على الخلايا. وتؤكد النتائج ضرورة الاعتدال في الاستهلاك وهو 3-4 أكواب يوميًا كحد مقبول، مع استمرار البحث لقياس أثر المركبات المختلفة بشكل مباشر على الشيخوخة وطول العمر.








