توضح الدراسات أن الأورام الليفية الرحمية هي كتل ليفية عضلية تنمو داخل جدار الرحم أو على سطحه أو في تجويفه. قد تكون صغيرة جدًا لا تتجاوز بضعة مليمترات، وقد تتطور لتصبح أورام كبيرة تؤثر في شكل الرحم ووظيفته. ورغم أنها غالبًا حميدة وليست سرطانية، إلا أنها قد تثير قلق النساء بشأن الخصوبة وفرص الحمل.
تشير الأدلة الطبية إلى أن التأثير على الخصوبة يعتمد على الحجم والمكان وعدد الأورام. تعتبر الأورام الليفية تحت المخاطية الأكثر تأثيرًا على الخصوبة لأنها تنمو داخل تجويف الرحم وتؤدي إلى تشوه بطانة الرحم وتعيق انغراس الجنين وتزيد مخاطر الإجهاض المتكرر. لذلك يوصي الأطباء عادة بإزالتها جراحيًا قبل محاولة الحمل.
الأورام تحت المخاطية
تنمو هذه الأورام داخل تجويف الرحم وتؤثر بشكل مباشر في الخصوبة. تؤدي إلى تشوه بطانة الرحم وتعيق انغراس البويضة المخصبة وتزيد مخاطر الإجهاض المتكرر. لذا يختار الأطباء عادة إزالة هذه الورم جراحيًا قبل بدء الحمل.
الأورام داخل الجدار
تنمو هذه الأورام داخل جدار الرحم وتؤثر في الانقباضات الطبيعية وتغير تدفّق الدم إلى بطانة الرحم. قد تعيق انغراس البويضة المخصبة وتؤخر الحمل، خاصة إذا بلغ حجم الورم حدًا كبيرًا. مع ذلك، تكون آثارها عادةً أقل من النوع تحت المخاطية لكنها قد تتسبب في تأخر الحمل حين تكون كبيرة أو متعددة.
الأورام تحت المصلى
تقع هذه الأورام عادةً على سطح الرحم الخارجي وتبتعد عن تجويف الرحم ومسارات وصول الحيوانات المنوية. لذلك لا تؤثر عادةً بشكل مباشر على الخصوبة. مع ذلك، قد تضغط على الأعضاء المجاورة إذا كبرت بشكل ملحوظ.
الأعراض المرتبطة
قد تكتشف الكثير من النساء وجود الأورام الليفية أثناء الفحص الروتيني دون أعراض. وتكون من أبرز الأعراض نزيفًا مفرطًا أثناء الدورة وآلامًا أسفل البطن والحوض. كما قد يرافقها انتفاخ في البطن وكثرة التبول وتغيرات في انتظام الدورة. في حالات أخرى تظل المشكلة بلا أعراض لكنها لا تعني أن الحالة غير موجودة وتبقى المتابعة الطبية مهمة.
تأثيرها على الحمل
وجود الأورام الليفية قد يزيد من احتمالات الإجهاض وتأخر نمو الجنين وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى ولادة مبكرة. وقد تترك الورم وضعية غير طبيعية للجنين وتستلزم أحيانًا ولادة قيصرية. ولا تحدث هذه النتائج للجميع بل ترتبط بنوع الورم ومكانه وحجمه.
طرق التشخيص
يعتمد التشخيص الأساسي على الموجات فوق الصوتية كأداة فحص رئيسية، كما يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي MRI في الحالات المعقدة لتحديد الموقع بدقة. يستخدم الطبيب منظار الرحم لإجراء التشخيص والمعالجات داخل التجويف. هذه الإجراءات تقود إلى وضع خطة علاجية مناسبة للحالة وتقييم تأثيرها على الخصوبة.
خيارات العلاج
يُتاح علاج دوائي يهدف إلى تقليل النزيف والألم، ولكنه غالبًا لا يزيل الورم نفسه. توجد جراحات طفيفة التوغل مثل استئصال الورم بالمنظار الرحمي خاصة للورم داخله، وتظهر نتائجها إيجابية على الخصوبة. وفي حالات الورم الكبيرة أو المتعددة، يختار الجراحون اللجوء إلى جراحة بالمنظار أو جراحة تقليدية، وبعد العلاج تتيح أغلب الحالات الحمل بشكل طبيعي.
متى تستشير الطبيبة
ينصح باستشارة طبيبة أمراض نساء عند استمرار تأخر الحمل لفترة عام أو ستة أشهر إذا كان العمر فوق 35 عامًا. كما يجب مراجعتها عند وجود دورة شهرية غزيرة أو آلام غير عادية في الحوض. ويُفضل متابعة الحالات السابقة لتشخيص أورام ليفية حتى وإن لم يظهر منها أعراض ملحوظة. تشخيص مبكر والمتابعة المنتظمة يغيران الصورة بشكل كبير في الحفاظ على الصحة الإنجابية.








