يُعد تراكم دهون البطن من أبرز المشكلات الصحية والجمالية لدى الرجال والنساء. غالباً ما ينتج عن مزيج من العوامل البيولوجية والسلوكية مثل الجلوس الطويل وتناول الطعام في أوقات غير منتظمة والاعتماد على السكريات والمشروبات الغازية. ويظهر عمق المشكلة في اختلاف توزيع الدهون بين الجنسين، فتميل النساء لتخزين الدهون تحت البشرة حول الوركين والفخذين، بينما يتركز لدى الرجال نسبة أعلى من الدهون الحشوية التي تحيط بالأعضاء الداخلية. وذلك يجعل الدهون الحشوية الأكثر خطورة لصحة القلب والتمثيل الغذائي.
اختلاف توزيع الدهون بالجنسين
توضح الدراسات أن الهرمونات تلعب دوراً رئيسياً في شكل تراكم الدهون. فالإستروجين لدى النساء يعزز تخزين الدهون حول الحوضين لحماية الأعضاء التناسلية ودعم الحمل، بينما يؤدي انخفاض التستوستيرون مع التقدم في العمر إلى تراكم الدهون في منطقة البطن لدى الرجال. مع بلوغ سن اليأس لدى النساء، يتغير نمط التوزيع ويقترب من النمط الذكري، فتزداد احتمالية تراكم الدهون الحشوية.
دور النظام الغذائي في الحرق
يلعب النظام الغذائي دوراً أساسياً في حرق دهون البطن وتخفيفها. ينصح بتعزيز الألياف القابلة للذوبان مثل الشوفان والبقوليات والتفاح لأنها تبطئ امتصاص الطعام وتزيد الشعور بالشبع. في المقابل ترتفع مستويات الدهون الحشوية عند استهلاك الأطعمة المصنّعة والمشروبات المحلاة بمقادير عالية من الفركتوز. كما يوصى بتوفير بروتين في كل وجبة لأنه يحفز إفراز هرمون الشبع ويزيد معدل الأيض مع الحفاظ على الكتلة العضلية، وتفيد بعض الدراسات بأن الشاي الأخضر يساهم في تعزيز الأيض عندما يُدمج مع النشاط البدني.
تأثير التوتر والنوم
تُعد ممارسة الحركة البدنية عاملاً حاسماً في تقليل دهون البطن. يمكن أداء تمارين هوائية مثل المشي السريع والسباحة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، وتُعزز تمارين المقاومة كرفع الأثقال أو تمارين العضلات العميقة إعادة توزيع الدهون وحرق السعرات حتى أثناء الراحة. وينصح بمزج التمارين الهوائية مع تمارين المقاومة لتحقيق أفضل نتائج في تقليل الدهون الحشوية مقارنة بالاقتصار على نمط واحد.
النمط الحياتي الذكي
يتأثر توزيع الدهون بمسألة التوتر والنوم، حيث يرتفع مستوى الكورتيزول في حالات الإجهاد المزمن فيزيد تخزين الدهون البطنية. يُنصح بممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل مع الحرص على نوم منتظم لا يقل عن سبع ساعات ليلاً، لأن قلة النوم تخل بتوازن هرمونات الشهية. كما يسهم تقليل التوتر واعتماد نمط حياة ذكي في الحد من الإفراط في الأكل وتسهيل الالتزام بنظام فقدان الوزن.








