رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

4 خرافات عن جرثومة المعدة: لماذا تتكرر الإصابة؟

شارك

تشير تقارير منشورة على موقع peptiko وموقع bohrium إلى أن جرثومة المعدة هي عدوى منتشرة عالمياً، ورغم وضوح أسبابها وطرق علاجها فإنها ما زالت محاطة بمفاهيم خاطئة يتداولها الناس في الأحاديث اليومية ومواقع التواصل. وتوضح هذه التقارير أن ما يثار حول العدوى يتجاوز العلم إلى عالم المعتقدات الشعبية، إذ يربط البعض ظهورها بتناول أطعمة حارة أو يعتبرونها عدوى بسيطة يمكن التخلص منها بشرب الأعشاب. وتؤكد الأدلة الطبية أن جرثومة المعدة نوع محدد من البكتيريا يعيش داخل بطانة المعدة وتحتاج إلى علاج دوائي مركّب يشمل مضادات حيوية ومثبطات للحموضة وتحت إشراف الطبيب. كما أن هذه النتائج تشير إلى أن العلاج يحتاج متابعة دقيقة لضمان القضاء على البكتيريا وتجنب المضاعفات المحتملة مثل القرحة أو الأورام.

خرافات شائعة حول جرثومة المعدة

أول الخرافات هو الاعتقاد بأن العدوى تنتقل عبر الأطعمة الحارة أو المقلية، بينما الحقيقة أن العدوى تنتقل غالباً عبر اللعاب أو الأدوات الملوثة أو المياه غير النظيفة. يضلل هذا المفهوم المريض ويؤدي إلى تأجيل العلاج أو الاعتماد على وصفات غير مدروسة. كما أن الاعتماد على التذوق الذاتي أو على أعراض عامة مثل الانتفاخ والحموضة غير كافٍ لتأكيد الإصابة، ولذلك يجب إجراء فحوص دقيقة. فالتشخيص الصحيح يعتمد على اختبارات موثوقة مثل اختبار التنفّس باليوريا أو تحليل البراز للكشف عن وجود البكتيريا وتحديد الإصابة بشكل علمي.

تنتشر فكرة أن المريض قد يشفى تلقائياً دون علاج، وهذه الرؤية لا تستند إلى الأدلة العلمية. يمكن للبكتيريا أن تبقى في بطانة المعدة لسنوات طويلة ما لم يتم القضاء عليها دوائياً. يوضح الأطباء أن الاعتماد على التحاليل المنزلية أو الاعتماد فقط على أعراض مثل الانتفاخ والحموضة ليس كافياً لتحديد الإصابة. التشخيص الصحيح يتطلب فحوصاً دقيقة كما ذكرنا، وليس الاعتماد على التقدير الذاتي.

أما الخرافة الرابعة فهي الاعتقاد بأن تكرار العدوى يعني فشل العلاج، والسبب الحقيقي قد يكون عدم الالتزام بمواعيد الجرعات أو إيقاف الدواء مبكراً، مما يسمح للبكتيريا بإعادة النشاط. يؤكد الأطباء أن الالتزام بخطة العلاج حتى النهاية يعزز القضاء على البكتيريا تماماً. كما يجب متابعة الطبيب وعدم الاعتماد على أعراض التحسن وحدها لتقييم استمرار العلاج. يجب التذكير بأن استشارة الطبيب والالتزام بالخطة العلاجية هما الأساس لتقليل مخاطر الإصابة مرة أخرى.

الأعشاب الأكثر تداولًا في العلاج

تشير المصادر المتداولة إلى أن الزنجبيل والثوم والعسل والكركم والتوت البري وصمغ المستكة ومشروبات مثل الشاي الأخضر وزيت الزيتون وعرق السوس من بين الأعشاب الأكثر تداولاً. وتُنسب إلى هذه المواد خصائص متعددة؛ فبعضها يحتوي على مركبات مضادة للبكتيريا ومضادة للأكسدة، وبعضها يقال إنه يساعد في تهدئة بطانة المعدة وتقليل الالتهاب. وعلى الرغم من شهرتها، غالباً ما تكون النتائج مستمدة من تجارب مخبرية أو نماذج حيوانية وليست مثبَّتة بقوة في الإنسان. لذا ينبغي استخدام هذه الأعشاب كعامل مساعد وليس كبديل عن العلاج الطبي المعتمد.

على الرغم من أن الأعشاب قد تكون عاملًا مساعدًا في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقليل الأعراض، فهي ليست علاجاً قاطعاً للبكتيريا المسببة للمرض. جرثومة المعدة تحتاج إلى نظام علاجي موثق يضم مضادات حيوية ومثبطات للحموضة لمدة لا تقل عن أسبوعين، ثم يُجرى اختبار للتأكد من القضاء على البكتيريا. كما أن الاعتماد على الأعشاب وحدها أو تأخير العلاج الدوائي يمثل مخاطرة قد تؤدي إلى تفاقم الالتهاب أو تكوّن قرحة مزمنة. ويتحتم على المرضى استشارة الطبيب قبل إدخال أي مكمل عشبي ضمن خطة العلاج، خاصة عند وجود أدوية للحموضة أو الضغط أو السكري. إذ إن النهج الأكثر أماناً هو المزج بين العلاج الطبي المؤكد والأساليب الطبيعية الداعمة، مثل تحسين النظام الغذائي وتجنب التدخين والابتعاد عن الأطعمة التي تزيد تهيج المعدة.

مقالات ذات صلة