أعلنت الجمعية الأمريكية لعلم النفس نتائج دراسة حديثة تفيد بأن الإفراط في استخدام تيك توك وانستجرام ريلز ينعكس سلبًا على الأداء الإدراكي. تشمل البيانات 98,299 مشاركًا عبر 71 دراسة، فوجدت أن زيادة مشاهدة المحتوى القصير ترتبط بانخفاض الانتباه والتحكم التثبيطي. يشرح الباحثون أن التعرض المتكرر لمحتوى محفز وسريع الوتيرة قد يساهم في التعود، فيصبح المستخدمون غير مبالين بالمهام الإدراكية البطيئة والمتطلبة مثل القراءة وحل المشكلات والتعلم العميق. وتشير النتائج إلى أن الاستخدام المستمر للفيديوهات القصيرة يرتبط بتدهور الإدراك ومعظم مؤشرات الصحة العقلية باستثناء الصورة الجسم وتقدير الذات.
تأثير المحتوى القصير على الإدراك
يعرّف قاموس أكسفورد تعبير “brain rot” بأنه تدهور مفترض في الحالة الذهنية نتيجة الإفراط في استهلاك المحتوى منخفض القيمة. وأشار الباحثون إلى أن هذا المصطلح يعكس آثارًا سلبية محتملة قد تترتب على الإفراط في استهلاك المواد التافهة في العصر الرقمي. وتوضح الدراسة أن استخدام المحتوى القصير يرتبط بتدهور الإدراك في مجالات مثل الانتباه والذاكرة واللغة والذاكرة العاملة، إضافة إلى غالبية مقاييس الصحة العقلية باستثناء صورة الجسم وتقدير الذات.
الصحة النفسية والتداعيات الاجتماعية
وأشار الباحثون إلى أن الدورة المستمرة من التمرير واستقبال المحتوى العاطفي المحفز يحفزان إفراز الدوبامين، ما يخلق حلقة تعزيز للاستخدام الرقمي والتعلق بالتفاعلات الافتراضية. ويُشيرون إلى أن هذا النمط قد يزيد من التوتر والقلق، مع صعوبات في فك الارتباط وتنظيم المشاعر خارج الشبكات. كما يشيرون إلى أن الإفراط في مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة قد يرتبط بالعزلة الاجتماعية وانخفاض الرضا عن الحياة، حيث يحل التفاعل الرقمي محل التفاعل الواقعي.
مقارنات مع أبحاث سابقة
وأشارت ملاحظات إلى دراسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن الطلاب الذين استخدموا ChatGPT لكتابة مقالة لم يظهروا نشاطًا دماغيًا أقل فحسب، بل فشلوا في تذكّر جملة من كتاباتهم، بينما كان الطلاب الذين لم يستخدموا التقنية أكثر قدرة على التذكّر. كما أشارت تقارير إلى أن الأطفال الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يوميًا يسجّلون درجات أدنى في اختبارات القراءة والذاكرة والمفردات مقارنة بمن لا يستخدمونها. وتؤكد النتائج أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث في الآثار المعرفية والاجتماعية للمحتوى الرقمي.








