رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة: أكثر من نصف الأمريكيين يعانون من مرض أو اضطراب عصبى

شارك

أعلنت الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب ومعهد القياسات الصحية والتقييم عن نتائج تحليل منهجي جديد يعزز فهم عبء الأمراض العصبية في الولايات المتحدة. يعتمد التحليل على بيانات دراسة عبء الأمراض العالمي 2021 التي نفذها المعهد، وتُعد أوسع جهد مقارن لقياس الخسائر الصحية عبر المناطق وعلى مدى الزمن بمشاركة أكثر من 17 ألف باحث من 167 دولة. يقيِّم التحليل معدلات الإعاقة والوفيات لـ 36 حالة طبية تؤثر في صحة الجهاز العصبي لدى السكان الأميركيين. وكشف التحليل أن أكثر من 180 مليون أميركي، أي نحو 54% من السكان، يعانون من حالة واحدة على الأقل من هذه الحالات، ما يمثل دعوة ملحة للتحرك.

نطاق وانتشار الحالات

تشمل الحالات الـ36 مدى عمر الإنسان بدءًا من العيوب الخلقية واضطرابات النمو العصبي، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وحتى أمراض أكثر تقدمًا كاضطرابات أخرى. يتضمن كذلك الصداع الناتج عن التوتر والصداع النصفي والاعتلال العصبي السكري، وهي أمراض تؤثر على النشاط اليومي وتؤدي إلى عبء صحي كبير. أظهر التحليل أن أكثر الحالات انتشارًا كانت الصداع الناتج عن التوتر، إذ يصيب نحو 122 مليون أميركي، في حين يصيب الصداع النصفي نحو 58 مليوناً، ويصيب الاعتلال العصبي السكري نحو 17 مليون شخص. كما أشارت النتائج إلى أن ذروات عبء هذه الاضطرابات تظهر عادة في سن مبكرة نسبياً ثم تمتد إلى الثلاثينيات.

المقارنة العالمية والوقاية

مقارنة مع البيانات العالمية أظهرت النتائج أن معدل انتشار الحالات العصبية أعلى في الولايات المتحدة مقارنة بالعالم، حيث بلغ 43%. يرجع ذلك أساساً إلى انتشار صداع التوتر، وهو شائع ولكنه عادةً الأقل عبئاً من حيث الإعاقة مقارنة بالحالات العصبية الأخرى. وعلى الرغم من انتشار هذه الأمراض، يشير الباحثون إلى أن الأداء الأميركي في الوقاية من الوفيات والإعاقات الطويلة الأمد جيد نسبياً في بعض الجوانب، فمثلاً معدل السكتات الدماغية أعلى في الولايات المتحدة من بعض المناطق لكن معدل الوفيات أقل نسبياً.

تأثير الشيخوخة وتحديات القياس

أشار التحليل إلى أن إجمالى سنوات الحياة المعدلة حسب الإعاقة بسبب الأمراض العصبية ارتفع بنسبة 55% بين 1990 و2021 في الولايات المتحدة. عند أخذ تأثيرات شيخوخة السكان في الاعتبار، تبين أن الزيادة كانت أقل كثيراً، ما يوحي بأن جزءاً كبيراً من الارتفاع يعود إلى شيخوخة السكان الأميركيين الذين يزداد احتمال إصابتهم بمثل هذه الأمراض. وتُعد هذه النتائج دليلاً على أهمية استهداف شيخوخة المجتمع ضمن برامج الوقاية والعلاج. كما يشير التحليل إلى أن أحد القيود كان استبعاد بعض الأمراض التي تؤثر على أنظمة متعددة من الجسم، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، لأنها لم تكن قابلة لعزل المكون العصبي بسهولة.

مقالات ذات صلة