تعريف الحمى وأهميتها
يعرّف الأطباء الحمى بأنها ارتفاع في درجة الحرارة يتجاوز 38 درجة مئوية، وتدل على أن الجسم يحارب عدوى أو مرضًا. يحافظ الجسم على توازنه عبر آليات تنظيم الحرارة في الدماغ والجلد والعضلات والأوعية الدموية، وتستجيب هذه الآليات بارتفاع إنتاج العرق ونقل الدم بعيدًا عن سطح الجلد والتخلص من الماء أو الاحتفاظ به والبحث عن بيئة أكثر دفئاً أو برودة. تظهر الحمى كآلية دفاعية عندما يحارب الجسم مسبب العدوى، وتعمل خلايا الدم البيضاء وخلايا جهاز المناعة الأخرى على مكافحة المسبب والقضاء عليه.
أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال
عندما يصاب طفلك بالحمى، يعيد جهازه التنظيمي ضبط مستوى الحرارة مؤقتاً عند حدوث أي ارتفاع. تتعدد الأسباب التي قد تقود إلى ارتفاع الحرارة، فالأمراض المعدية هي الأكثر شيوعاً، كما أن بعض الأدوية قد تسببها أحياناً، إضافة إلى ضربة الشمس ونقل الدم واضطرابات الدماغ. قد تترافق الحمى أحياناً مع أنواع من السرطان وأمراض مناعية ذاتية. إذًا، الحمى ليست مرضاً بحد ذاتها لكنها علامة بأن الجسم يحارب مسبباً للمرض، وبالتالي فإن متابعة الحالة مهمة خاصة في الأطفال.
لماذا ترتفع الحرارة في الجسم
تعد الحمى عرضاً وليس مرضاً بذاته، فهي تحفز دفاعات الجسم وتدفع خلايا الدم البيضاء وغيرها من الخلايا القتالية لمهاجمة العامل الممرض. يهدف هذا الاستجابة إلى رفع درجة حرارة البيئة المحلية وتوفير بيئة أقل ملاءمة لبكتيريا وفيروسات العدوى. يعمل هذا إلى جانب التغيرات في التمثيل الغذائي وتكثيف نشاط الجهاز المناعي. وبذلك فإن وجود الحمى يشير إلى أن الجسم يعمل على تقليل انتشار العدوى وتحجيمها.
الأعراض المصاحبة للحمى
عند الحمى قد يشعر الطفل بعدم النشاط وقلّة الكلام وربما انخفاض الشهية وزيادة العطش. قد يبدو الطفل دفئاً من الداخل حتى وإن لم تكن قراءة الحرارة مرتفعة بشكل واضح. بالإضافة إلى ارتفاع الحرارة، تترافق أعراض أخرى بحسب سبب الحمى مثل إرهاق أو ألم أو صداع بسيط. وتوجد توصيات بأن إذا كان العمر 3 أشهر أو أقل وبلغت حرارته 38 درجة مئوية فأعلى، يجب استشارة الطبيب فوراً.
طرق خفض الحرارة بشكل صحيح
يُنصح بإعطاء الطفل دواءً خافضاً للحرارة وفق توجيهات الطبيب، مع تجنب إعطاء الأسبرين للطفل لأنه قد ي سبب متلازمة راي الخطيرة. كما يجب ارتداء ملابس خفيفة للطفل لتجنب احتباس الحرارة. شجعي الطفل على شرب كميات كافية من السوائل مثل الماء والعصائر لمنع الجفاف. يمكن الاستحمام بماء فاتر وتجنب الماء البارد جداً أو استخدام حمامات كحولية لأنها قد ترفع حرارة الجسم عند التعرق الشديد.
متى يجب الاتصال بالطبيب
اتصلي بطبيبك فوراً إذا كان عمر الطفل ثلاثة أشهر أو أقل وكانت درجة حرارته 38 درجة مئوية أو أعلى، فقد تكون الحمى علامة على عدوى خطيرة. يجب استشارة الطبيب في أي عمر إذا استمر ارتفاع الحرارة وتكرر مرات كثيرة، أو إذا بلغت درجة الحرارة 40 مئوية أو أكثر. كما يوصى بالتماس الرعاية الطبية إذا بقيت الحرارة 38 مئوية لدى طفل دون عمر عامين لأكثر من يوم واحد، أو إذا استمرت لأكثر من ثلاثة أيام لطفل عمره سنتان فما فوق. وإذا كان الطفل صعب الإرضاء وبكى بشكل لا يهدأ، فهذه علامة تستدعي تقييم الطبيب.








