رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أسباب تزايد الحساسية في الخريف وطرق التغلب عليها

شارك

تشير الدراسات إلى أن فصل الخريف أصبح أكثر قسوة على مرضى الحساسية بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ الذي يطيل مواسم نمو النباتات المسببة للحساسية. وتؤكد خبراء المناعة أن هذه التحولات لا تقتصر على زيادة عدد المصابين فحسب، بل تجعل الأعراض أكثر حدة واستمرارية. كما يتفاقم الوضع مع ارتفاع الرطوبة في الخريف مما يعزز نمو العفن ويزيد من وجود مسببات الحساسية في الهواء. وتؤثر هذه التطورات مباشرة على الحياة اليومية للملايين من المصابين.

تظهر الدراسات أن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج حبوب اللقاح بنسب قد تصل إلى نحو 320% خلال العقود المقبلة. ويؤكد الدكتور جوناثان باتز من جامعة ويسكونسن أنه إذا استمر ارتفاع حرارة الأرض فسيزداد طول مواسم الحساسية وسيطال تأثيرها مناطق لم تكن تعاني سابقاً. كما يوضح الخبراء أن ارتفاع درجات الحرارة يعزز نمو النباتات المسببة للحساسية لفترات أطول، ما يرفع احتمال التعرض للمسببات في الهواء.

لماذا تعاني المدن أكثر؟

على الرغم من انتشار الحبوب في المناطق الريفية، يعاني سكان المدن من أعراض أكثر حدة بسبب أن المدن تحتفظ بالحرارة وتعرضها المرتفع للملوثات وتراجع المساحات الخضراء. وتؤدي هذه العوامل إلى زيادة إنتاج حبوب اللقاح، وارتفاع الرطوبة، ونمو العفن بشكل أسرع، مما يجعل البيئة الحضرية مثالياً لتفاقم الحساسية. وتنعكس هذه الظروف في زيادة عدد الحالات وشدة الأعراض لدى سكان المدن مقارنةً بالأرياف.

تمييز حساسية الخريف عن البرد و كورونا

تكشف الفروق بين الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي الموسمية عن نفسها من خلال أعراض مثل حكة الأنف والعيون، والمخاط الشفاف، والعطس المتكرر ودموع مستمرة، مع تعب عام وخفيفة. بينما تترافق نزلات البرد أو كورونا بمخاط سميك أحياناً، والتهاب حلقي شديد وارتفاع في الحرارة وألم بالجسم وسعال قوي. لذا فإن رصد هذه الأعراض بوضوح يساعد في التمييز بين الحالة التنفسية والتعرض للحساسية وتحديد المسار العلاجي المناسب.

علاج الحساسية ونصائح الأطباء

ينصح الأطباء باستخدام مضادات الهيستامين لعلاج الحكة والعطاس وتخفيف أعراض الحساسية. كما يساعد استخدام بخاخات الأنف الكورتيكوستيرويدية في تقليل الالتهابات الأنفية وتحسين التنفس. وتعتبر حقن التحسس (Immunotherapy) الأكثر فاعلية على المدى الطويل خاصة لمن تستمر أعراضهم رغم العلاج الاعتيادي.

كيف تحمي منزلك من مسببات الحساسية؟

لمن يعانون من الحساسية بشكل كبير، يوصي الخبراء بإغلاق النوافذ عند ارتفاع حبوب اللقاح وتفضيل استخدام التكييف على التهوية الطبيعية. كما ينصح بفلاتر HEPA وتنظيف الفراش بماء ساخن والاستحمام فور العودة من الخارج وتغيير الملابس قبل الدخول إلى المنزل. كما يُفضل تنظيف الحيوانات الأليفة ومسح أقدامها واستخدام جهاز لتنقية الهواء بشكل مستمر طوال العام لتقليل وجود المسببات في المنزل.

متابعة مستويات حبوب اللقاح يوميًا

توفر تطبيقات ومواقع مخصصة معلومات يومية تساعد في معرفة مستويات الحبوب وتحديد أفضل أوقات الخروج واتخاذ الاحتياطات اللازمة. كما يسهم متابعة تلك البيانات في تقليل تعرض المصابين للمسببات وتخفيف حدة الأعراض. وتساعد الرسائل التنبيهية من هذه الأدوات في تنظيم الأنشطة اليومية والالتزام بإجراءات الوقاية.

مقالات ذات صلة