تشير الدكتورة ماري آن راميه فيلتي، مديرة مركز أمراض الجهاز التنفسي في معهد باستير الفرنسي، إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في غياب الأجسام المضادة لدى البشر ضد فيروس H5 من أنفلونزا الطيور. وتوضح أن تطور الفيروس ليصبح قادراً على الانتقال بين البشر قد يؤدي إلى جائحة عالمية أشد تأثيراً من جائحة كورونا. وتؤكد أن أنفلونزا الطيور قد تصيب الأصحاء، بخلاف كورونا الذي كان يصيب غالباً الفئات الضعيفة. وهذا يجعل احتمال حدوث جائحة أقوى عند الانتقال البشري في حال استمرار تفشي الفيروس.
الاستعدادات العالمية لمواجهة الأوبئة
تشير الدكتورة راميه فيلتي إلى أن الاستعدادات العالمية لمواجهة الفيروسات تحسّنت نتيجة تجربة جائحة كورونا. وتضم هذه الاستعدادات مخزونات من الأدوية المضادة للفيروسات وإمكانية تطوير اللقاحات بسرعة وبكميات كبيرة عند الحاجة. كما يتعزز الترصد والتعاون العلمي بين الدول لتسريع الاستجابة عند حدوث التفشي. وتؤكد هذه الجهود أن العالم أصبح أكثر جاهزية لمواجهة تهديدات مستقبلية محتملة من إنفلونزا الطيور وغيرها.
وتؤكد تصريحات جريجوريو توريس، مدير القسم العلمي في المنظمة العالمية لصحة الحيوان، أنه لا يوجد سبب للقلق حاليًا من تفشي إنفلونزا الطيور بين البشر. وتدعو إلى متابعة دقيقة وتقييم مستمر للمخاطر وتبادل البيانات العلمية بين الجهات المعنية. وتؤكد أهمية اليقظة والجهود العلمية لتحديث التدابير الوقائية.
سجلت الولايات المتحدة وفاة رجل في نوفمبر جراء إصابته بأنفلونزا الطيور من السلالة H5N5. وتبقى هذه الحالات دافعاً للمتابعة المستمرة لتطور الفيروس وخطره على البشر. وفي ديسمبر حذرت آنا بوبوفا، رئيسة وكالة روس بوتريبنادزور، من إمكانية انتقال الإنفلونزا إلى البشر. وتؤكد هذه التطورات الحاجة إلى تعزيز اليقظة والوقاية والتنسيق الدولي.








