تعلن وزارة الصحة بدء موسم الشتاء وتتصاعد المخاوف من العدوى التنفسية مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي. يبرز التداخل في الأعراض بين الفيروسين في المراحل الأولى، ما يجعل التمييز بينهما صعبًا بدون فحص طبي. يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي والفحص السريري، وأحيانًا على اختبارات مخبرية تؤكد نوع الفيروس. وتُعطي نتائج التشخيص الصحيحة أهمية كبيرة في توجيه التدخل الوقائي والعلاجي المناسب، كما يُذكر أن اللقاح السنوي يُعطى لكل من تجاوز عمره ستة أشهر.
الإنفلونزا.. ضيف الشتاء الأكثر شيوعًا
الإنفلونزا مرض فيروسي حاد يصيب الأنف والحنجرة والرئتين، وتبدأ أعراضه فجأة مع ارتفاع الحرارة وآلام العضلات والصداع والإعياء العام. يميزها سرعة ظهور الأعراض وتفاقمها خلال ساعات، مقارنة بنزلات البرد التي تتطور بشكل أبطأ. ينصح الأطباء بتناول الأدوية المضادة للفيروسات خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض بعد مراجعة الطبيب، لتقليل مدة المرض ومخاطر المضاعفات مثل الالتهاب الرئوي. أما اللقاح السنوي فهو الخيار الأكثر فاعلية للوقاية، حيث يقلل احتمال الإصابة بشدة ويمنح مناعة ضد السلالات الأكثر انتشارًا في الموسم.
الفيروس المخلوي التنفسي.. خطر خفي على الصغار وكبار السن
عادةً يبدأ RSV بأعراض خفيفة تشبه نزلة برد مثل سيلان الأنف وسعال متقطع وارتفاع طفيف في الحرارة، ثم قد يتطور لدى بعض الحالات إلى ضيق في التنفس. لا توجد حتى الآن أدوية محددة تقضي على الفيروس، فالخطة تتركز على تخفيف الأعراض وتوفير السوائل ومتابعة التنفس، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى للحصول على أكسجين أو دعم تنفسي. أما الوقاية فتشمل التطعيمات الحديثة التي طورت للفئات المعرضة للخطر مثل المواليد والحوامل وكبار السن، إضافة إلى العادات الصحية الأساسية كغسل اليدين والتهوية وتجنب الاختلاط عند ظهور الأعراض.
تمييز الأعراض والتشخيص النهائي
يعتمد التمييز بين الإنفلونزا والفيروس المخلوي على التوقيت وطبيعة الأعراض، فالإصابة بالإنفلونزا عادة ما تكون مفاجئة مع حمى مرتفعة وآلام عضلية. وبينما يبدأ RSV تدريجيًا بأعراض خفيفة تشبه البرد وقد يتطور إلى ضيق في التنفس، خصوصًا عند الأطفال. تبقى النتائج المخبرية الطريقة الحاسمة لتأكيد النوع وتوجيه العلاج المناسب.
