توضح التقارير الطبية أن ممارسة الرياضة قد تفرز هرمونات السعادة وتساهم في تحسين المزاج، لكنها ليست وصفة سحرية للجميع. وبينما يشعر البعض بنشوة بعد التمرين، قد يجد آخرون أنفسهم في حالة توتر أو غضب غير مبرر. هذا التفاوت ليس خيالًا، بل ناتج تفاعل عوامل جسدية ونفسية وسلوكية يمكن التعامل معها بالوعي والتخطيط.
أسباب تؤدي إلى تدهور المزاج بعد التمرين
أحد أبرز الأخطاء هو تجاوز قدرة الجسم على التحمل، فالإرهاق الشديد لا يستهلك الطاقة فحسب بل يغير توازن الهرمونات ويزيد مستوى الكورتيزول. ينصح الأطباء بالتدرج في شدة التمارين ووجود يوم راحة أسبوعيًا لإعادة بناء العضلات. كما أن تجاهل إشارات التعب أو الدوار قد يؤدي إلى نتائج جسدية ونفسية سلبية.
تجاهل الألم ليس بطولة
يظن البعض أن الألم جزء من الإنجاز الرياضي، لكن استمرار الألم يعني ضررًا للعضلات أو المفاصل. الاستمرار في التمرين رغم الألم يخلق توترًا عصبيًا وشعورًا بعدم الارتياح قد يمتد لساعات. تشير تقارير طبية إلى أن الضغط المستمر على مفاصل أو عضلات مصابة يعزز الاستجابة الالتهابية ويؤثر على كيمياء الدماغ المرتبطة بالمزاج، لذلك يجب التوقف فورًا عند الإحساس بألم حاد ومراجعة الطبيب قبل استئناف النشاط.
نقص الغذاء والماء والوقود
من بين الأسباب الشائعة للتهيج بعد التمرين وجود نقص في الغذاء أو قلة الترطيب. انخفاض سكر الدم يضعف وظائف الدماغ ويزيد العصبية، فيما يسبب الجفاف اضطراب الدورة الدموية وتوازن الأملاح. ينصح الخبراء بشرب كمية كافية من الماء قبل وأثناء وبعد التمرين، بمعدل كوب صغير كل 15 إلى 20 دقيقة، وتناول وجبة خفيفة متوازنة تحتوي على الكربوهيدرات والبروتين قبل التمرين لمنح الجسم طاقة ثابتة وتفادي التقلب المزاجي لاحقًا.
الملل والروتين
حتى لو كانت الخطة الرياضية مناسبة جسديًا، قد يخلق التكرار رتابة تدفع إلى انخفاض الدافع. يوصى بتغيير بيئة التمرين وتجربة رياضات جديدة مثل الرقص أو السباحة أو المشي في الهواء الطلق، كما يفيد التدريب الجماعي ومشاركة الأصدقاء في رفع الحافز وكسر الملل. تساهم هذه التغييرات في إعادة إفراز هرمونات السعادة وتمنح النشاط الرياضي دفعة إيجابية متجددة.
استمع إلى جسدك ومزاجك
الرياضة ليست مجرد أرقام أو معدلات حرق، بل هي توازن بين الجسد والعقل. عندما يتحول التمرين إلى عبء نفسي يظهر خلل في أسلوب الممارسة أو في عادات الراحة والتغذية. الانتباه لهذه التفاصيل الدقيقة قد يكون الفرق بين تمرين يمنحك طاقة إيجابية وآخر ينهك الأعصاب، لذا فاعتنِ بإشارات جسدك وتجنب التوتر المفرط.








