تواجه الأسر تحديًا شائعًا عند قدوم مولود جديد، حيث يخاف الطفل الأكبر من فقدان مكانته في قلب والديه. وتظهر هذه المشاعر أحيانًا بالبكاء المستمر أو العناد أو رفض التفاعل مع المولود الجديد. وتؤكد الإرشادات الأسريّة أن التعامل مع هذه المشاعر يجب أن يعتمد على الاحتواء والفهم بدل العقاب، فكل طفل يحتاج إلى أن يشعر بالأمان والاهتمام وأن مكانته لم تتغير رغم تغير الوضع العائلي.
خصص الوالدان وقتًا خاصًا للطفل الأكبر كل يوم ليشعر بأنه محور الاهتمام. قد يظن الطفل أن الاهتمام يتركز على المولود الجديد، فتزداد مشاعره بالغيرة. اجلس معه وتحدثا وتشاركا اللعب واستمعا له بعناية ليشعر بأنه جزء من التغيير وليس خارجًا عنه. هذا التواصل يعيد إليه الشعور بالأمان ويؤكد أن مكانته لم تتغير.
خطوات عملية للحد من الغيرة
امنح الطفل الأكبر فرصة ليكون مشاركًا في التجربة الجديدة من خلال تخصيص وقت بسيط يتعاون فيه مع الوالدين. أظهر له أن وجوده مهم وأن مساعدته في العناية بالطفل الجديد يعزز شعوره بالانتماء. اجعل مساهماته بسيطة مثل إحضار ملابس الطفل أو المساعدة في الغناء له أو اختيار الحفاضة، فهذه الأفعال تعزز إحساسه بأن دوره كأخ كبير قيم. بهذا يصبح شعوره بالغيرة جزءًا من قبول العائلة وتقدير أدواره.
أشرك الطفل الأكبر في رعاية أخيه الجديد بشكل فعلي. اجعل وجوده مسانداً أثناء الرعاية اليومية حتى يعتاد أن يقدم العون وليس أن يكون مجرد متلقٍ للمسؤولية. اخبره بأن مساعدته تُظهر اهتمامك وأنه جزء لا يتجزأ من رعاية الأسرة، مثل المشاركة في الغناء له أو التحضير للنوم. هذه المشاركة تعزز لديه شعور القيمة والانتماء.
لا تقارن بين الطفلين أبدًا، فالمقارنة تزرع الغيرة وتقلل من شعور كل منهما بالإنصاف. تجنب عبارات مثل شوف ماذا يفعل أخوك وأنت لا تفعل، وركز على التقدير الإيجابي لسلوكه وتقدمه بشكل فردي. اعتمد عبارات تحفيزية مثل أنا فخورة بأنك تصرفت بلطف أو ساعدتني اليوم، حتى يدرك كل طفل أن الحب يظل ثابتًا مع كل سلوك جيد.
افهم مشاعر الطفل ولا تستهن بها، فالغيرة رد فعل فطري على تغير مركز الاهتمام في الأسرة. عندما يعبر عن ضيقه أو رفضه للمولود، قابل ذلك بالاحتواء والتفهم بدل الغضب. أكد له أنك لا تزال تحبه وأنه من أهم أولادك، مع شرح أنك ستبقى بجانبه وتهتم به كما كنت من قبل.








