أحييكم وأهنئكم بحلول يومنا الوطني الرابع والخمسين، وأتوجه معكم بالتهنئة إلى أخي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات حفظهم الله جميعاً، وأدعو المولى سبحانه وتعالى أن يعيده سنوات مديدة، وطننا ينعم بالأمن والأمان، والرخاء والنجاح والتقدم.
أثبت آباؤنا المؤسسون نموذجاً وحدوياً فريداً في منطقتنا وعالمنا العربي، وسجل التاريخ ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة وانطلاق مسيرتها لتحقيق أحلام قادتها وشعبها.
يزداد حضور أبطال الاتحاد وبناة اتحادنا في وجداننا، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ورفيق دربه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهما حكام الإمارات حفظهم الله جميعاً، فهم قدوتنا ونستلهم حكمتهم وكفاءتهم في مواجهة التحديات وإيجاد الحلول.
تمتد عطاؤهم إلى يومنا هذا عبر أبنائهم وأحفادهم الذين شاركوا خلال السنوات العشرين الماضية في بناء النهضة التنموية والحضارية التي ننهل من ظلالها اليوم.
يشكل شباب الإمارات ذخرنا للحاضر وآمالنا للمستقبل، وتفخر بهم الأوطان وهم يواصلون العلم والمعرفة ويواكبون العصر بلغته ومستجداته مواكبين متغيراته ومسخرين قدراتهم لخدمة وطنهم ومجتمعهم.
أطلق في الاجتماع السنوي للحكومة الاتحادية مطلع نوفمبر الماضي عام الأسرة، تعزيزاً لأهداف الأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031، وجدد التأكيد على أن الأسرة هي خط الدفاع الأول للحفاظ على ثقافتنا وقيمنا وهويتنا، وأن نمو الأسرة الإماراتية ركيزة وجودنا ومستقبل وطننا وأمتنا.
تظل أسرنا الإماراتية الخلية الأهم في جسم مجتمعنا، وبالرغم من تأثيرات العولمة أثبتت أسرنا جدارتها وكفاءتها في تربية أبناءها على القيم الوطنية النبيلة والأخلاق الحميدة.
شهد العام الاتحادي المنقضي تقدماً في غالبية المؤشرات العالمية للتنمية والتنافسية، ما يؤكد كفاءة استراتيجياتنا وخططنا وريادتنا في إدارة العمل الحكومي وقوة وجاذبية اقتصادنا وملاءة تشريعاتنا واستتباب الأمن وجودة الحياة للمواطنين والمقيمين.
شرعت الإمارات في 2017 بوضع استراتيجية للذكاء الاصطناعي كريادة عالمية، وتأسست حقيبة وزارية تشرف على تطبيقها، وتولى رؤساء تنفيذيون للذكاء الاصطناعي في الوزارات والجهات الاتحادية، وفي إطار هذه الاستراتيجية أُنشئت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي عام 2019.
ولتتابع هذه الجهود عقدت الاجتماعات السنوية والخلوات الوزارية لمتابعة تطورات الذكاء الاصطناعي وآفاقه المستقبلية، لضمان متابعة التحديثات والتوسع في تطبيقاته على مختلف أطر العمل الحكومية والخاصة.
مواكبةً لهذا التطور، يتجسد الذكاء الاصطناعي في بنية تحتية متخصصة وتطوير التعليم العام والجامعي والعمل الحكومي ومؤسسات الخدمة وشركات القطاع الخاص، وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة مازلنا في بدايات هذا المجال وهذا يستلزم مراجعة مستمرة وخطط متجددة لمواكبة التطور السريع.
يلهمنا يومنا الوطني بالتمسك بمبادئنا وثوابتنا وقيمنا ويحفّزنا على تعزيزها في نفوس أجيالنا الصاعدة، وأؤكد اليوم ما أكرره دائماً: ما أنجزناه قد أُنجز وتاريخ نفتخر به وننطلق منه لتحقيق إنجازات جديدة، ونحن في الموضع المناسب لتحقيقها، متوكلين على الله ومعتمدين على أنفسنا وخبراتنا وإمكانياتنا وكفاءة حكومتنا وكوادرنا الوطنية في مؤسساتنا الاتحادية والمحلية.
أحيّي منسوبي قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وأجهزة الحماية المدنية، وأشكرهم فرداً فرداً على أدائهم المتميز في توطيد أمن واستقرار وطننا، وجعل مدننا أكثر أماناً بين مدن العالم.
أشيد بكل أسرة تغرس في أبنائها القيم الإماراتية وتعدهم ليكونوا مواطنين صالحين، وكل من يتوجّه إلى عمله بهمة ونشاط وحرص على الجودة والإتقان والتعليم المستمر.
يفخر شبابنا وشاباتنا باقتحامهم ميادين العلوم والفضاء والطاقة الذرية والصناعات الدقيقة، ويتألقون في الطب والهندسة وغيرها من القطاعات الحيوية ليكونوا المجتمع الإماراتي العلمي الذي يعزز مسيرة التنمية والتقدم في وطننا.
أسأل الله أن تتحقق أمانينا في الأيام الوطنية المقبلة، وتترسخ مكانة دولتنا بين الدول المرموقة في هذا العالم، وأن يظل الوطن في رعايته وكرمه، وأن يديم الأمن والاستقرار، ويدرأ عنه كل شر ومكروه، وأن يوفقنا لخدمة وطننا وشعبنا.








