رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

محمد بن راشد: يومنا الوطني يلهمنا التمسّك بمبادئنا وثوابتنا وقيمنا، ويحفّزنا على تعزيزها في نفوس أجيالنا الصاعدة

شارك

أحييكم وأهنئكم بحلول يومنا الوطني الرابع والخمسين، وأتوجه معكم بالتهنئة إلى أخي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، حفظهم الله جميعاً، وأدعو الله أن يعيده سنوات مديدة، ووطننا ينعم بالأمن والأمان والرخاء والنجاح والتقدم.

في مثل هذا اليوم نستذكر أن آباءنا المؤسسين صنعوا نموذجاً وحدوياً فريداً في منطقتنا وعالمنا العربي، وسجل التاريخ ولادة دولة الإمارات وانطلاق مسيرتها نحو تحقيق أحلام قادتها وشعبها.

وعند كل يوم وطني يزداد في وجداننا حضور أبطال اليوم بناة اتحادنا؛ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ورفيق دربه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهما حكام الإمارات، رحمهم الله جميعاً، فإنهم قدوتنا ونقتبس حكمتهم وكفاءتهم لمواجهة التحديات وإيجاد الحلول للمشكلات.

ونتذكّر الرعيل الاتحادي الأول الذي نال شرف ريادة البدايات، وكان سنداً قوياً للآباء المؤسسين في ترسيخ قواعد الاتحاد وإطلاق مسيرته، وامتد عطاؤهم إلى يومنا هذا عبر أبنائهم وأحفادهم الذين شاركوا في بناء النهضة التنموية والحضارية في السنوات الأخيرة التي نعيشها اليوم.

أما شباب وشابات الإمارات فهم ذخر الحاضر وآمال المستقبل وفخرنا، يواصلون طريق العلم والمعرفة، ويتعاملون مع العصر بلغته ومستجداته، مواكبين تطوراته ومسخرين قدراتهم لخدمة وطنهم ومجتمعهم.

أيها المواطنون والمواطنات، في الاجتماع السنوي للحكومة الذي عُقد في مطلع نوفمبر الماضي، أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عام الأسرة ضمن أهداف الأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031، وأكد أن الأسرة هي خط الدفاع الأول للحفاظ على ثقافتنا وقيمنا وهويتنا، وأن نمو الأسرة الإماراتية مرتبط بوجودنا ومستقبل وطننا وأمننا الوطني.

لقد ظلت أسرنا الإماراتية الخلية الأهم في مجتمعنا، وعلى الرغم من تأثيرات العولمة أثبتت أسرنا قدرتها في تربية أبنائها على القيم الوطنية النبيلة والأخلاق الحميدة.

في العام الاتحادي الذي مضى سجلت بلادنا تقدماً في الغالبية العظمى من المؤشرات العالمية للتنمية والتنافسية، وهو ما يؤكد كفاءة استراتيجياتنا وخططنا وريادتنا في إدارة العمل الحكومي وقوة اقتصادنا وجاذبية تشريعاتنا وتوافر الأمن وجودة الحياة للمواطنين والمقيمين.

ومن أبرز المجالات التي تنافس فيها عالمياً العطاء الإنساني، فبلادنا تتبوأ المركز الأول بين دول العالم كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية نسبةً لدخلها القومي.

يعلّمنا التاريخ أن المعيار الرئيسي لكفاءة الدول والقيادات يظهر في أوقات التحديات والتغيرات وعدم اليقين، واليوم نعيش في زمن تطورات غير مسبوقة، وفي الوقت الذي كان فيه تفوقنا في التفاعل مع ثورة المعلومات والاتصالات ملهماً لنا، كنا أيضاً سبّاقين في التفاعل الإيجابي مع التغيرات التي تغَيِّر كل شيء، وأعني بذلك الذكاء الاصطناعي.

في عام 2017 بدأنا بوضع استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، وأنشأنا حقيبة وزارية تشرف على تطبيقها، وطرحنا رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الوزارات والجهات الاتحادية، وفتحنا شراكات مع كبار الفاعلين الدوليين في تقنياته وتطبيقاته، وبناةً على ذلك افتتحنا في 2019 جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وتابعنا التطورات من خلال اجتماعات الحكومة واجتماعات خلوة وزارية وتدريب مستمر.

نتيجة هذا الجهد الوطني الضخم، بدأنا نرى أثره في الواقع من بنية تحتية متخصصة، وتعليم عام وجامعي مطور، وخدمة حكومية أفضل، وقطاع خاص نشط، وإن كان ما أنجزناه في الذكاء الاصطناعي ضخماً، فلدينا دائماً مجال للمراجعة والمواصلة لمواكبة التطور السريع.

يلهمنا يومنا الوطني التمسك بمبادئنا وثوابتنا وقيمنا، ونريد تعزيزها في نفوس أجيالنا الصاعدة، فأكرر ما نقول دائماً: ما أُنجز قد أصبح تاريخاً نفخر به ونبني عليه إنجازات جديدة، ونحن في المكان المناسب لتحقيقها، وفق الله ثم اعتمادنا على أنفسنا وخبراتنا وقدراتنا وكفاءة حكومتنا وكوادرنا الوطنية في مؤسساتنا الاتحادية والمحلية.

وفي هذا اليوم نحيي منسوبي قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وأجهزة الحماية المدنية، ونُشكرهم فرداً فرداً على أدائهم المتميز في توطيد الأمن والاستقرار وجعل مدننا أكثر أمناً بين مدن العالم، ونحيي كل أسرة تغرس في أبنائها القيم الإماراتية وتُهيئهم ليكونوا مواطنين صالحين، وكل من يذهب إلى عمله بنشاط وحرص على الجودة والتعليم المستمر، ونخص بالشكر شبابنا وشاباتنا الذين اشتغلوا في مجالات فضاء وطاقات وشبكات صناعية دقيقة وتقدموا في الطب والهندسة وغير ذلك من مجالات حيوية، ليبنوا المجتمع الإماراتي العلمي الذي يدعم مسيرة التنمية والتقدم في وطننا.

أسأل الله أن تتحقق أهدافنا في الأيام الوطنية القادمة وتظل دولتنا في مصاف الدول المرموقة في العالم، وأن يحفظ وطننا ويرعاه ويمنحه الأمن والاستقرار ويديم علينا فضله ورعايته، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم ويرشدنا لخدمة وطننا وشعبنا.

مقالات ذات صلة