تشير الدراسات إلى أن قِصر النهار وطول الليل في الشتاء يفاقمان الرغبة في تناول الأطعمة السكرية والحلويات. ويرتبط ذلك بتغيّرات في المزاج السلوكي الناتجة عن قلة الضوء والبرودة. وتبرز آليات فسيولوجية ونفسية تدفع الجسم لطاقة أعلى في مواجهة الظلام. وبناء على ذلك، يميل الناس إلى اختيار أطعمة ذات سعرات أعلى عندما يصبح العالم أكثر برودة وظلامًا.
تظهر نتائج أبحاث مختصّة أن الشتاء يرفع تفضيلنا للأطعمة الغنية بالطاقة بسبب الإشارات الناتجة من قلة الضوء وتغير الدلالات العاطفية. كما أن تقلب المزاج المرتبط بالاضطراب العاطفي الموسمي يسهم في زيادة الرغبة في الكربوهيدرات. ويكون الاستهلاك أعلى للكربوهيدرات في أشهر الشتاء مقارنة بفصل الربيع أو الصيف. ويُفسر ذلك بأن الجسم يبذل جهدًا إضافيًا للحفاظ على الحرارة الأساسية ويحتاج لطاقة أكثر مما في الفصول الأكثر إشراقًا.
أسباب مرتبطة بظروف الشتاء
يزيد قِصر النهار من قلة الضوء وتدني النشاط الخارجي، ما يغير الإشارات العصبية المرتبطة بالجوع والشبع. يترتب على ذلك ميل إلى اختيار أطعمة غنية بالسعرات لرفع الطاقة بسرعة. تؤثر هذه الديناميات في المزاج وتزيد الضغط على التوازن الغذائي. وبناء على ذلك، تميل الرغبة في السكريات إلى الارتفاع في أوقات الشتاء.
يرتبط الشتاء كذلك بارتفاع حالات الاكتئاب الموسمي، ما يجعل بعض الأشخاص يتناولون كميات أكبر من الكربوهيدرات. وتساهم هذه الاستعدادات العاطفية في تعزيز الشعور بالجوع والرغبة في الحلويات. كما أن الجسم يحافظ على حرارة أساسية أعلى في الجو البارد، فيرتفع الطلب على الطاقة بشكل طفيف. بهذا تتسع دائرة الرغبة في تناول السكريات في أوقات الشتاء.
طرق عملية لمواجهة الرغبة في السكر
ابدأ بتعزيز التعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان، أو استخدم مصباح العلاج بالضوء المصمم جيدًا. يساعد ذلك في تنظيم المزاج والإيقاع اليومي وتقليل الرغبة في الكربوهيدرات الناتجة عن قلة الإضاءة. اجعل الإضاءة الجيدة جزءًا من روتينك اليومي حتى في الأيام الغائمة.
اعتمد نظامًا غذائيًا صحيًا يُفضِّل الوجبات الدافئة المغذية على الحلويات الخفيفة. اختر وجبات دافئة مغذية تغني الجسم وتُشبِع دون الإفراط في السكر. فضِّل الشوربة والحبوب الكاملة والخضراوات بدلاً من الوجبات الخفيفة المحلّاة. حافظ على توازن عناصر الغذاء وابدأ بتوزيع الطاقة بصورة منتظمة عبر اليوم.
حوّل النشاط البدني إلى عادة يومية من خلال المشي اليومي والتمارين الخفيفة أو الحركة داخل المنزل. يساعد ذلك في تنظيم استخدام الطاقة واستقرار سكر الدم وتحسين المزاج. وبذلك يقل الإغراء بتناول السكريات في أوقات الوحدة والبرد.
اعتنِ بصحتك العاطفية بممارسة الهوايات وقضاء وقت مع الأصدقاء والعائلة، فذلك يلبّي الاحتياجات العاطفية دون الاعتماد على الطعام. تقلل هذه الممارسات من التوتر والوحدة خلال الشتاء. وعندما تُقلل التوتر، يصبح التحكم في الرغبة بالسكر أسهل.
ضع خطة وجبات تحتوي بدائل صحية جاهزة للاستخدام عند الرغبة في الحلويات، مثل المكسرات والفواكه والشاي الدافئ. احرص على وجود هذه البدائل في متناول اليد لتلبية الرغبة دون الإضرار بالأهداف الصحية. عند توافر خيارات صحية سريعة، يصبح الالتزام بالحميات أكثر ثباتًا.








