جهود الإمارات الإنسانية في 2025
عززت دولة الإمارات ريادتها في العمل الإنساني على مستوى العالم خلال 2025، مجددة التزامها وتمسكها بتعزيز روح التضامن والتكافل الدولي بجميع صورِه وأشكاله، لتتحول قيم العطاء والتعاضد الإنساني إلى سمة رئيسة وثابتة في نهج دولة الإمارات.
منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، قدمت الإمارات مئات المليارات من الدراهم كمساعدات خارجية غير مشروطة لدعم النمو الاقتصادي في الدول النامية وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات التي تحتاج إلى تحسين ظروفها المعيشية، ما أسهم في الحد من الفقر والتخفيف من تداعيات الكوارث والأزمات ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الاستقرار والسلم الدوليين.
نهج إنساني وتوجيهات قيادية
تواصلت المبادرات الإنسانية على هذا النهج الخالد، ترجمها التزام القيادة الرشيدة ورؤيتها نحو التنمية والازدهار وتحقيق الأمن والاستقرار لمختلف الشعوب والمجتمعات بالشراكة مع المنظمات الدولية والجهات المحلية المعنية.
قيادة الجهود الدولية وتأثيرها
وقد تصدّرت الإمارات قائمة الجهات المانحة في 2025 وفق نظام التتبع المالي للأمم المتحدة (FTS UNOCHA)، حيث بلغ إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات في 2025 نحو 1.46 مليار دولار، وهو ما يمثل 7.2% من الإجمالي الموثق عالمياً البالغ 20.28 مليار دولار، وتبوأت الإمارات المرتبة الثالثة عالمياً خلف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي عام 2025 تقود الإمارات الجهود الإنسانية لمساعدة أشقاء فلسطين في قطاع غزة عبر عملية «الفارس الشهم 3»، ومع مرور عامين من العطاء المتواصل تجاوزت قيمة المساعدات المقدمة 2.6 مليار دولار، مما يؤكد التزامها الراسخ بنهجها الإنساني وتعاونها مع مؤسساتها الخيرية والإنسانية لتوفير المساعدات عبر الجو والبر والبحر.
ووفق تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قدمت الإمارات 784 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للسودان منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، وهو ما يجعلها من الدول الأكثر تقديماً للمساعدات للسودان وتحتل المرتبة الثانية إرسالاً بعد الولايات المتحدة، وتواصل الإمارات جهودها الإنسانية والدبلوماسية لتخفيف المعاناة عن المدنيين.
وبالنسبة للشعب الأوكراني، بلغ إجمالي المستفيدين من المساعدات الإماراتية حتى فبراير الماضي أكثر من 1.2 مليون شخص.
وعلى صعيد إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية، قدمت الإمارات هذا العام مساعدات لجمهورية تشاد شملت 30 ألف سلة غذائية وأكثر من 20 ألف من الأغطية، كما أرسلت 700 طن من الإمدادات الغذائية العاجلة إلى المتضررين من الفيضانات في الصومال، وأرسلت مساعدات إلى ميانمار لدعم نحو 80 ألف متضرر من الزلزال، وأعلنت الإمارات تقديم مساعدات عاجلة لـ960 أسرة تضررت من السيول في الساحل الغربي لليمن. ووقعت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية مع حكومة تشاد اتفاقية لبناء مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك ومركز غسيل الكلى في أنجمينا.
أثر عالمي وتنظيم العمل الخيري
شهدت الدولة إطلاق عدد من المبادرات الإنسانية ذات الأثر العالمي، مثل «وقف الأب» الذي سيُستثمر ريعه في توفير الرعاية الصحية والعلاج للفقراء والمحتاجين وغير القادرين، ودعم المنظومة الصحية في المجتمعات الأقل حظاً عبر تطوير المستشفيات وتأمين الأدوية اللازمة. ويشرف مجلس الشؤون الإنسانية الدولي في ديوان الرئاسة على منظومة الشؤون الإنسانية الدولية، وتملك الإمارات عشرات المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية التي تضطلع بأدوار بارزة داخلياً وخارجياً. ولدى الهلال الأحمر الإماراتي تاريخ حافل، حيث نفذ 132 مشروعاً خارجياً، وتولت جمعية دبي الخيرية توفير مساعدات أساسية لملايين المستفيدين في 21 دولة، فيما بلغت قيمة مشاريع جمعية الشارقة الخيرية في النصف الأول من العام نحو 214 مليوناً و415 ألف دولار استفاد منها أكثر من 1.546 مليون شخص.
وتتواصل الجهود بتوجيه من مؤسسات عدة مثل مؤسسة صقر بن محمد القاسمي للأعمال الخيرية والإنسانية التي أعلنت عن عدد من الإنجازات خلال النصف الأول من العام، ونفذت جمعية الإمارات الخيرية 1451 مشروعاً خيرياً خلال النصف الأول، فيما بلغت قيمة مساعدات مؤسسة سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والإنسانية في أم القيوين 18.2 مليون درهم خلال الربع الأول من العام، ونفذت هيئة الأعمال الخيرية العالمية مشاريع بقيمة 222 مليون درهم خلال النصف الأول، وتجاوزت قيمة مبادرات مؤسسة الاتحاد الخيرية 16 مليون درهم، وأنفقت جمعية الإحسان الخيرية أكثر من 60 مليون درهم على مشاريع إنسانية وتنموية خلال الفترة نفسها، ونجح مشروع حفظ النعمة لجمعية الفجيرة الخيرية في الوصول إلى 259 ألف مستفيد، كما قدمت مؤسسة حمد بن محمد الشرقي الإنسانية مساعدات بارزة في المجالات الصحية والتعليمية، إلى جانب إسهامها في عملية «الفارس الشهم 3».
وتعزز الإمارات تنظيم العمل الخيري عبر الإطار التشريعي والتنفيذي المناسب، حيث أصدر القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2021 الذي نظم جمع التبرعات في الدولة وحماية أموال المتبرعين وتوجيهها بشكل مشروع.
وتواصل الإمارات تنظيم حملات عطاء متعددة، منها حملات مثل «عونك يا يمن» (2015) و«لأجلك يا صومال» (2017) و«روهينغا» (2019) و«شتاءهم أدفأ» (2022) و«جسور الخير» (فبراير 2023) و«تراحم من أجل غزة» (أكتوبر 2023) و«الإمارات معك يا لبنان» (2024)، وغيرها من الحملات التي جسدت نهج الخير المتأصل في الدولة.
وتمثل المساعدات الخارجية الإماراتية عطاءً مستمراً، وتتماشى مع المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين للمساعدات الإنسانية الخارجية، كجزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً، فالمساعدات لا ترتبط بدين أو عرق أو لون أو ثقافة، كما أن الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم الإغاثة في الكوارث والطوارئ.








