يتأثر الجسم بالجفاف في الشتاء بشكل تدريجي رغم انخفاض الإحساس بالعطش. يزداد فقدان الرطوبة مع وجود الهواء الجاف الناتج عن التدفئة في المنازل ويجف الفم والأنف والعيون تدريجيًا. كما أن ارتناء طبقات كثيرة من الملابس يقلل الإحساس بالعطش ويؤدي إلى انخفاض ملحوظ في شرب الماء. وتؤثر قلة الترطيب على الطاقة والتركيز حتى مع انخفاض درجات الحرارة الخارجية.
التدفئة الداخلية وتأثيرها
يؤدي استمرار التدفئة إلى جفاف الهواء المحيط بنا، ما يسبب تبخر الماء من البشرة والأغشية المخاطية وتراجع الرطوبة حول الفم والأنف والعينين. ويستمر هذا الوضع مع مرور ساعات في بيئة دافئة مغلقة، فيضعف الشعور بالانتعاش ويزيد الحاجة إلى الترطيب. كما يسهم ذلك في جفاف الحلق وتراجع راحة التنفس بسبب الهواء الجاف. بالتالي يزداد فقدان السوائل دون ظهور إشارات تفصيلية واضحة في البداية.
التعرق غير الملحوظ
عند زيادة طبقات الملابس ترتفع حرارة الجسم حتى مع مجهود بسيط، فيتعرق الجسم فعليًا لكن العرق يتبخر سريعًا في الجو البارد. وهذا يجعل فقدان الماء غير ظاهر لنا في اللحظة نفسها، ما ينعكس في صداع أو خمول تدريجي. بالتالي قد نغفل عن شرب الماء رغم البرد إذا لم نشعر بالعطش القوي. لذا ينبغي مراقبة مستوى السوائل وعدم الاعتماد فقط على الشعور بالعطش.
تراجع الإحساس بالعطش
يقل تجاوب مركز العطش في الدماغ عند البرودة، لذا يظل الشعور بالعطش ضعيفًا لساعات طويلة. بذلك يفقد الجسم كميات صغيرة من الماء عبر الكلى والجلد والرئتين بشكل تدريجي. وتظهر علامات مثل انخفاض الطاقة وصعوبة التركيز وتراجع الذاكرة القصيرة تدريجيًا. كما يلاحظ تغير لون البول إلى الداكن عندما يحتاج الجسم للماء.
علامات الجفاف الشتوي
تشير الدراسات إلى أن الجفاف قد يضعف اليقظة والانتباه حتى عند درجات بسيطة من النقص في الماء. من أبرز العلامات صداع متكرر وجفاف الشفاه والجلد وتشققات الكعبين وتراجع الطاقة وصعوبة التركيز وضعف الذاكرة قصيرة المدى. كما يلاحظ بول داكن أو انخفاض معدل التبول خلال اليوم. وتستدعي هذه العلامات الانتباه إلى الحاجة لزيادة الترطيب رغم الشتاء.
طرق الحفاظ على الترطيب
تقدم هذه النصائح إجراءات عملية للحفاظ على الترطيب في الأجواء الباردة. احرص على وجود زجاجة ماء بجانبك طوال اليوم لتذكيرك بالشرب وعدم تأخير الماء. إذا فضلت المشروبات الساخنة، اختر شاي الأعشاب أو الماء الساخن مع شرائح الليمون. كما تساهم الأطعمة الغنية بالماء مثل الحساء والخضراوات الورقية والفواكه الشتوية في دعم الترطيب وتوفير دفء إضافي.
استكمال نصائح الترطيب
راقب لون البول فهو مؤشر بسيط على حالة الترطيب لديك؛ فالبول الفاتح يشير إلى كفاية الماء بينما اللون العسلي يحتم زيادة الشرب. لكل كوب من القهوة أو المشروبات التي تحتوي على كافيين احرص على شرب كوب ماء موازن له لأن الكافيين قد يزيد من الإدرار. قلل من مشروبات السكر واستبدلها بماء أو ماء فوار مع شرائح من الفاكهة لإضفاء النكهة وتسهيل الترطيب. ضع عادة توزيع الشرب على مدار اليوم بدلاً من انتظار العطش المفاجئ ليبقى جسمك رطبًا باستمرار.
