رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

رعاية ما بعد الولادة: متى يجب زيارة الطبيب؟

شارك

تؤكّد الرعاية بعد الولادة أن انتهاء الحمل ليس نهاية العناية الصحية، بل بداية لمرحلة جديدة من المتابعة الدورية. تحتاج الأم في الأسابيع التالية إلى رعاية جسدية ونفسية مستمرة تضمن التعافي التدريجي واستعادة القوة. تشير الإرشادات إلى أن هذه الفترة تتطلب تقييمًا منتظمًا خلال أربعة إلى ستة أسابيع بعد الولادة، مع إمكانية مراجعة الطبيب بشكل مبكر في بعض الحالات. وتصبح المتابعة خطوة أساسية لحماية صحة الأم وتجنب المضاعفات المحتملة.

أهمية فحص ما بعد الولادة

تُعد زيارة ما بعد الولادة خطوة أساسية في رعاية الأم الشاملة، وتهدف إلى تقييم النزيف وتقدم التئام الأنسجة ونمط النوم والمزاج. كما يناقش الطبيب الرضاعة الطبيعية وخطط تنظيم الحمل المستقبلية. إضافة إلى ذلك، يتم خلال هذه الزيارة مراجعة أي أعراض غير عادية بما في ذلك صداع مستمر أو ألم شديد أو إفرازات ذات رائحة. يساعد ذلك في الكشف المبكر عن مضاعفات محتملة وضمان متابعة آمنة.

مؤشرات تستدعي استشارة الطبيب فورًا

تشمل العلامات التي تستدعي تقييمًا فوريًا زيادة مفاجئة في كمية النزيف بعد أن كانت مستقرة، وجود جلطات دموية كبيرة، أو استمرار النزيف بغزارة لأكثر من ساعتين. كما يشير الدوار أو خفقان القلب أو الضعف العام إلى حاجة لتقييم صحي عاجل. ارتفعت الحرارة عن 38 مئوية أو ظهرت إفرازات ذات رائحة كريهة فقد يدل ذلك على عدوى في الرحم أو المنطقة المحيطة بالجراحة. كذلك وجود ألم في الساق أو الصدر، صعوبة في التنفس، أو صداع شديد مع تشويش في الرؤية تعتبر علامات خطيرة تتطلب زيارة الطبيب.

الصحة النفسية بعد الولادة

تمر الأم في الأسابيع الأولى بتقلبات المزاج المعروفة بمرحلة ما بعد الولادة، وتختفي عادة خلال أسبوعين في الغالب. لكن إذا استمر الحزن أو القلق أو فقدان الاهتمام بالحياة اليومية، فقد يشير ذلك إلى اكتئاب ما بعد الولادة وهو اضطراب قابل للعلاج. يستدعي ذلك التحدث مع الطبيب مبكرًا للحماية من تفاقم الأعراض والحفاظ على العلاقات العاطفية مع الطفل. يهدف التدخل المبكر إلى تعزيز الدعم النفسي والتأكد من قدرة الأم على التكيف مع التغيرات الهرمونية.

الرعاية الذاتية في المنزل

تبدأ الرعاية بعد الولادة في المنزل بتوفير الراحة الكافية والاهتمام بالتغذية الغنية بالبروتين والحديد لتعويض ما فقد أثناء الولادة. كما ينبغي شرب كميات كافية من الماء وتناول وجبات متوازنة تدعم إنتاج الحليب والشفاء. وتنصح الإرشادات بممارسة مشي بسيط أو أنشطة خفيفة بعد استشارة الطبيب للمساعدة في تحسين الدورة الدموية وتقليل التورم. كما لا تقل الصحة النفسية أهمية عن الصحة الجسدية؛ فتكوين شبكة دعم من الأسرة والصديقات ومختصي الصحة العقلية يساعد في التغلب على الشعور بالإرهاق أو الوحدة.

مقالات ذات صلة