أعلن فريق من الباحثين في جامعة تكساس إيه آند إم عن ابتكار رقعة صغيرة من الإبر الدقيقة القابلة للتحلل الحيوي يمكنها مساعدة القلب على التعافي بعد الإصابة بنوبة قلبية. تتجه الرقعة لإيصال جرعات دقيقة من الإنترلوكين 4 IL-4 مباشرة إلى المنطقة المصابة داخل القلب بدل الاعتماد على مجرى الدم، وهذا ما يجعل عملية الإصلاح أكثر فاعلية. كما أن التقنية تسعى لتقليل تشوهات الندبة وتحسين كفاءة ضخ الدم مع تقليل مخاطر فشل القلب في المستقبل. تعتبر هذه النتائج خطوة أولى نحو علاج مناعي يساعد على تجديد عضلة القلب بدلاً من الاكتفاء بإيقاف الضرر.
كيف تعمل الرقعة
تتكون الرقعة من إبر دقيقة مصنوعة من هيدروجيل آمن طبيًا، وتحتوي كل إبرة على جسيمات مجهرية من PLGA تحمل IL-4. تُطلق هذه الجسيمات الدوائية تدريجيًا على مدى 12 يومًا وتذوب الإبر عند دخولها إلى عضلة القلب، وتترك قنوات صغيرة تسمح بدخول الدواء مباشرة إلى المنطقة المصابة. تعمل الرقعة كجسر يوجه المادة العلاجية إلى النسيج المصاب وتعيد توجيه الجهاز المناعي نحو مسار إصلاحي.
نتائج التجارب الحيوانية
أظهرت الاختبارات على الفئران زيادة في قوة الضخ القلبية وتقليل حجم الندبات، كما سجلت سماكة جدار القلب في منطقة الإصابة. أشارت النتائج إلى عودة بعض الخلايا القلبية إلى الانقسام في مناطق التلف. كما لوحظ تحسن في الاتصال بين الخلايا القلبية وباقي الخلايا المجاورة. وتُظهر هذه النتائج إمكانية تعزيز إصلاح النسيج القلبي عبر نهج مناعي محكم.
وفي الخنازير، وهي نموذج أقرب إلى الإنسان، حدث انخفاض واضح في حجم التلف وتحسن وظيفة الضخ وانخفاض تضخم عضلة القلب. كما لم تسجل أي آثار جانبية على الكبد أو الكلى أو الدم. كما أشارت التحليلات الجينية إلى أن الرقعة تعيد برمجة البلاعم من حالة التهاب إلى إصلاح وتقلل نشاط جينات التحفيز للالتهاب مثل IL-1β وتدعم نمو وتواصل خلايا عضلة القلب مع الخلايا المجاورة. وتعيد الخلايا البطانية توازنها وتقلل الالتهاب، وهو ما يوصف بأنه بيئة شفاء جديدة داخل القلب.
خطوات نحو التطبيق البشري
حتى الآن تتطلب الرقعة إجراء جراحة صدر مفتوح لوضعها في مكانها، وهو ما يحد من استخدامها، لكن الفريق يعمل على تطوير نسخة يمكن إدخالها عبر قسطرة بدون جراحة كبرى. كما يعمل الباحثون على استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بأنماط الاستجابة المناعية وتحديد المرضى الأكثر فائدة من العلاج. وتُعتبر هذه الخطوات مهمة لتقليل الحاجة للجراحة وتوسيع نطاق التطبيق المحتمل.
أهمية الاكتشاف
تمثل الرقعة نقلة نوعية في علاج آثار النوبات القلبية، إذ قد تسمح في المستقبل بتقليل الندبات وتقوية عضلة القلب وتأخير أو منع حدوث فشل قلب مزمن. كما تفتح الباب أمام ظهور علاجات مناعية تصلح أعضاء أخرى مثل الدماغ والكلى والرئتين في المستقبل. وتقدم الدراسة أساسًا علميًا لتطوير مناهج مناعية تعزز تجديد الأنسجة القلبية بدلًا من مجرد إيقاف الضرر.








