أعلنت دراسة حديثة أن تناول البروبيوتيك عقب تنظير القولون قد يسرّع تعافي بيئة الأمعاء وتحقيق توازنها الطبيعي. شارك في البحث أكثر من ثلاثمئة مريض من الصين، وتمت متابعتهم في مراكز طبية متعددة. قُسِم المشاركون إلى مجموعتين: الأولى تلقت مكمل البروبيوتيك بجرعات منتظمة لمدة أربعة أسابيع بعد المنظار، بينما اعتمدت الثانية على دواء وهمي. أُخذت عينات براز قبل الإجراء وبعده على مدى أسبوع وأربعة أسابيع لتحليل التنوع البكتيري باستخدام تقنيات التسلسُل الجيني للحمض النووي الريبوزومي، كما جرى جمع استبيانات تقييم الأعراض الهضمية مثل الانتفاخ وعدم الراحة وتحديد معدل انتظام الإخراج.
تأثير المنظار على بيئة الأمعاء
تبيّن أن تحضيرات القولون قبل الإجراء تقوم بتنظيف القولون من محتواه، لكنها تعطل توازن الميكروبات الطبيعية. يفقد جزء من البكتيريا المفيدة أثناء التطهير كما أن دخول الأكسجين إلى بيئة القولون اللاهوائية يغيّر ظروف نمو الميكروبات المعتادة. وهذا يترك الجهاز الهضمي في حالة فراغ ميكروبي مؤقت يسمح بنمو أنواع غير مرغوبة من البكتيريا. في ضوء ذلك، يطرح البحث سؤالاً حول إمكانية استعادة التوازن الميكروي بعد الإجراء باستخدام البروبيوتيك.
تصميم الدراسة ونتائجها
شمل البحث أكثر من ثلاثمئة مريض تراوحت أعمارهم بين العقدين الثالث والخامس وتلقوا الرعاية في مراكز طبية بالصين. جرى تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: مجموعة تلقت البروبيوتيك بجرعات منتظمة لمدة أربعة أسابيع بعد المنظار، وأخرى تناولت كبسولات غير فعالة. أُخذت عينات براز قبل الإجراء وبعده على مدى أسبوع وأربعة أسابيع لتحليل التنوع البكتيري عبر تقنيات التسلسل الجيني للحمض النووي الريبوزومي، كما جرى جمع استبيانات تقييم الأعراض الهضمية مثل الانتفاخ وعدم الراحة وعدد الأيام التي شعر فيها المرضى بعدم الراحة. وأشارت النتائج إلى تحسن ملحوظ في المؤشرات البكتيرية والوظائف الهضمية لدى المجموعة التي تلقت البروبيوتيك مقارنةً بالمجموعة الضابطة.
دلالات عملية وتوصيات
تشير نتائج الدراسة إلى أن إضافة البروبيوتيك ضمن خطة ما بعد تنظير القولون قد تساهم في استعادة التوازن الميكروبي الطبيعي. كما لوحظ ارتفاع في تنوع البكتيريا النافعة وتزايد سلال Lactobacillales وBacilli، ما يعزز الهضم ويدعم الحاجز المخاطي للأمعاء. كما تحسن المؤشر الإكلينيكي للأعراض خلال الأسبوع الأول مع انخفاض الانتفاخ وعدد الأيام التي شعر فيها المرضى بعدم الراحة مقارنةً بالمجموعة التي لم تتناول البروبيوتيك. وتؤكد النتائج أن البروبيوتيك قد يساعد في رفع كفاءة امتصاص الطاقة وآليات الأيض داخل الأمعاء، لكن يلزم إجراء مزيد من الدراسات مع أنواع أخرى من البروبيوتيك ومقاييس موضوعية للالتهاب مثل الكالبروتكتين في البراز لتحديد التأثير على المدى الطويل.








