توضح الدراسات أن الكحة الليلية تنشأ نتيجة تداخل عوامل فسيولوجية متعددة تبرز مع حلول الليل. يشمل ذلك نشاط الجهاز المناعي في المساء وتغير إفراز بعض الهرمونات، إضافة إلى تأثير الجاذبية ووضعية الجسم أثناء الاستلقاء. هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى تجمع المخاط في الممرات الهوائية وتزايد حساسية الحلق، ما يسبب الكحة المتكررة التي تعيق النوم.
عوامل تفاقم الكحة ليلاً
توضح الدراسات أن الكحة الليلية تتأثر بتغيرات فسيولوجية تشمل انخفاض نشاط بعض الهرمونات وتغيره، وتزايد تفاعل الجهاز المناعي في المساء، إضافة إلى تأثير الجاذبية ووضع النوم. كما أن انخفاض هرمون الكورتيزول مع حلول الليل يسمح بنشوء تفاعل التهاب يزداد في أنسجة الجهاز التنفسي ويظهر الاحتقان والسعال بشكل أشد. وتترافق هذه التغيرات مع ارتفاع بسيط في حرارة الجسم أثناء الليل، ما يجعل أعراض الحمى الخفيفة أو الخمول أكثر وضوحاً في حالات عدوى محتملة. وتؤدي هذه الظروف إلى زيادة تحفيز مستقبلات السعال في المجرى التنفسي العلوي، خصوصاً حين يستلقي الشخص لفترة طويلة.
العوامل البيئية في غرفة النوم
تؤثر العوامل البيئية داخل غرفة النوم في تفاقم الكحة الليلية. قد تثار الحساسيات عند وجود غبار متراكم في الأغطية والوسائد المصنوعة من الريش، أو شعر الحيوانات الأليفة، أو عفن الرطوبة. لذلك تُنصح العناية بالبيئة بالنظافة الدورية مثل غسل أغطية السرير بماء ساخن وتحسين التهوية واستعمال وسائد مضادة للحساسية.
طرق السيطرة على الكحة الليلية
يوصي الأطباء باتباع إجراءات عملية للسيطرة على الكحة الليلية قبل النوم. يمكن أن يساعد البخار الدافئ عبر الاستحمام أو جهاز ترطيب الهواء في ترطيب الممرات وتقليل تهيج الحلق. كما يظهر أن تناول العسل قبل النوم بنصف ساعة يخفف السعال خاصة عند الأطفال، ويمكن أيضًا استخدام غسول الأنف الملحي لإزالة المخاط. ويفيد رفع الرأس والكتفين باستخدام وسائد إضافية في تقليل تجمع الإفرازات وصعوبة التنفس.
متى تستدعي مراجعة الطبيب؟
ينبغي على المريض مراجعة الطبيب إذا استمر السعال لأكثر من أسبوعين، أو كان مصحوباً بصفير أو ألم في الصدر أو ضيق في التنفس. كما لا يجب تجاهل الكحة التي توقظ النوم بشكل متكرر، لأنها قد تكون علامة على اضطراب تنفسي يحتاج إلى تشخيص دقيق.
