تُعد السكتة الدماغية حالة طبية خطيرة تحدث عندما يتم انسداد الوعاء الدموي في الدماغ أو انفجاره، ما يمنع تدفق الدم إلى الدماغ ويتسبب في موت خلايا الدماغ. عادة ما تكون السكتة الدماغية أكثر شيوعاً بين كبار السن، لكن يمكن أن تصيب أشخاصاً من أي عمر. وتشير الإحصاءات إلى أن الإصابة بالسكتة الدماغية تحدث بين 1 من كل 7 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً، وأن 10 إلى 15% من السكتات تقع لدى البالغين بين 18 و50 عاماً. ويؤكد الخبراء أن فهم الأسباب وعوامل الخطر يساعد في الوقاية والسيطرة على الصحة العامة.
عوامل الخطر الشائعة لدى الشباب
ارتفاع ضغط الدم
يُعد ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط سبباً رئيسياً للسكتة الدماغية، وغالباً ما يُطلق عليه القاتل الصامت لأنه عادة لا يظهر أعراض حتى يتسبب في ضرر كبير. بالنسبة للشباب، يمكن أن يؤدي ارتفاع الضغط المستمر إلى أمراض قلب في المستقبل، كما يضعف الشرايين التي تزود الدماغ ويزيد احتمال حدوث سكتة دماغية. ينصح الأطباء بمراقبة الضغط بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن منخفض الملح، وممارسة النشاط البدني ضمن الروتين اليومي.
حالات القلب غير المعروفة (الرجفان الأذيني وفتحة في القلب)
تشكل حالات القلب غير المشخصة مخاطر خطيرة مثل الرجفان الأذيني، فهو يسبب تجمع الدم في القلب وتكوّن جلطات قد تصل إلى الدماغ وتسبب السكتة. كما أن وجود ثقب صغير في القلب لم يغلق بشكل صحي يتيح للجلطات اجتياز الرئتين والذهاب مباشرة إلى الدماغ. توصي النصائح الطبية بإجراء فحوصات قلب منتظمة مثل تخطيط كهربائية القلب وتخطيط صدى القلب للمساعدة في الكشف المبكر عن المخاطر، وباتباع ذلك يمكن تقليل احتمالات السكتة عبر العلاج المناسب.
اضطرابات التخثر الدم
إذا كان لديك تاريخ عائلي من التخثر الدموي أو أمراض الخلايا المنجلية، فقد تتكوّن جلطات بسهولة وتقلل من تدفق الدم إلى الدماغ. كما أن هذه الحالات قد تسبب سكتة دماغية بسرعة. ينصح بإجراء الفحوصات اللازمة وشرب كمية كافية من الماء واتباع تعليمات الطبيب للوقاية والحد من المخاطر.
أمراض المناعة الذاتية أو الالتهابية
يمكن أن تزيد أمراض مثل الذئبة والتهاب الأوعية الدموية من خطر الإصابة بسكتة دماغية لأنها ترفع احتمالية التهابات في جدران الأوعية وتضييقها وتكوين جلطات، مما يعيق تدفق الدم إلى الدماغ ويشكل خطراً صحياً جسيماً حتى لدى من يظهرون بصحة جيدة عادة. توصي النصائح الطبية باتباع خطة العلاج والمراجعة المنتظمة مع الطبيب مع الانتباه إلى أعراض جديدة مثل الصداع المستمر وآلام المفاصل أو التعب.
التهاب ما بعد العدوى (بما في ذلك كورونا)
بعد الإصابة بأي عدوى وبخاصة الشديدة، قد يبقى الالتهاب وتفعّل آليات التخثر في الجسم، وهذا يمثل خطراً إضافياً لحدوث سكتة دماغية عند الشباب. وعند ظهور أعراض عصبية غير اعتيادية عقب الإصابة، يجب مراجعة الطبيب المختص. ويشير الخبراء إلى أن الحفاظ على النشاط البدني بعد التعافي يمكن أن يساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل بعض المضاعفات.








