رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

قنبلة حرارية موقوتة في المحيط الجنوبي: متى تنفجر الدفعة الحرارية؟

شارك

يعلن فريق بحثي من مركز GEOMAR الألماني، في إطار نتائج حديثة، عن احتمال حدوث ظاهرة مناخية جديدة تعرف بـ«الدفعة الحرارية» قد تؤثر في توزيع الحرارة في المحيط الجنوبي. يوضح البحث أن هذه الظاهرة قد تنشأ عندما تنخفض الانبعاثات الكربونية إلى مستويات منخفضة ثم سلبية، ما يؤدي إلى تكون مياه سطحية باردة وكثيفة تغوص إلى الأعماق وتثير اضطرابًا يعرف بالحمل الحراري العميق. يشير الفريق إلى أن المحيط الجنوبي، بقدرته الكبيرة على امتصاص الحرارة، يلعب دورًا حاسمًا في توازن المناخ، وأي تغير في سلوكه قد يترك أثرًا طويلًا على مستويات الحرارة في الكوكب. كما يشددون على أن هذا السيناريو تبسيطي وأنه يعكس نتائج نماذج حاسوبية، ولا يعكس حالياً تأثيرات معقدة مثل ذوبان الصفائح أو انهيار الجروف.

آلية الظاهرة

توضح الدراسة أن المحيط الجنوبي يعمل كمخزن هائل للحرارة، حيث يمتص نحو تسعين في المئة من الطاقة الزائدة الناتجة عن انبعاثات الدفيئة على مدى عقود. يحدث هذا عندما تنخفض الانبعاثات إلى صافي صفر، ما يؤدي إلى تكوّن مياه سطحية باردة وكثيفة تغوص إلى الأعماق وتُطلق الحمل الحراري العميق. يدفع هذا الاضطراب طبقات المياه العميقة إلى التحرك، ما يسمح للحرارة المدفونة منذ سنوات بأن تصعد تدريجيًا إلى السطح ثم إلى الغلاف الجوي في اندفاع حراري قد يستمر لعقود. يظل التحذير بأن التغير في سلوك المحيط قد يحوله من مخزن للحرارة إلى مصدر للحرارة في المستقبل.

سيناريو مثالي وتحذير من الواقع

ورغم أن السيناريو المطروح يعتبر مثاليًا ويبتعد عن الواقع الراهن، ولا يشمل تأثيرات معقدة مثل ذوبان الصفائح أو انهيار جروف جليدية، فإن الرسالة الأساسية تتبقى مهمة. يؤكد الباحثون أن المحيط الجنوبي بمساحته الكبيرة وقدرته العالية على امتصاص الحرارة يعد عنصرًا محوريًا في توازن المناخ العالمي، وأي تغير في سلوكه قد ينعكس على أنماط المناخ لأجيال مقبلة. يساهم هذا في فهم دور المحيطات في المستقبل المناخي، وذلك رغم أن النموذج الافتراضي يطرح احتمالية حدوث دفعة حرارية مستمرة على مدى عقود.

دعوة إلى خفض الانبعاثات

تؤكد الباحثة المشاركة آيفي فرِنجر أن الخطوة الأهم هي خفض الانبعاثات إلى مستوى صافي صفري لتفادي أي اضطرابات إضافية في النظام المناخي. تشير إلى أن فهم دور المحيطات، ولا سيما المحيط الجنوبي، يمثل مفتاحًا لتوقع مستقبل الكوكب وتحديد مخاطر قد تظهر إذا ما تواصل ارتفاع درجات الحرارة. وتؤكد أن احتمال حدوث دفعة حرارية في المستقبل يجعل من الضروري الإسراع في إجراءات الحد من الانبعاثات قبل أن يصبح التبريد العالمي أكثر صعوبة في التنبؤ. وتؤكد أن العمل العلمي المستمر على المحيطات ضروري لتقييم مسارات التغير المناخي بشكل موثوق.

مقالات ذات صلة