تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الـ54، وتواصل رحلتها نحو المستقبل الزاهر بمزيد من الإنجازات المحلية والعالمية التي ميزت عام 2025، عام المجتمع، في ظل قيادتها الرشيدة.
ومن جهةٍ أخرى عزّزت الإمارات حضورها الفاعل في المشهد الدولي، ورسّخت موقعها كقوة اقتصادية وازنة على مستوى المنطقة والعالم، وواصلت إسهاماتها في مختلف ساحات العمل الإنساني، كما برزت على المستوى المحلي إنجازات نوعية تدفع مسيرة التنمية المستدامة إلى الأمام.
الاستدامة
عززت الإمارات مكانتها الرائدة في الاستدامة البيئية عبر مجموعة من الإنجازات المحلية والعالمية، منها الإعلان عن رحلة الاستكشاف البحري الأولى من نوعها لإجراء مسح شامل لجيولوجيا قيعان البحر في مياه الدولة، وتطوير منصة البيانات الجيومكانية للزراعة والموارد المائية.
وشهد عام 2025 انضمام مركز خور كلباء لأشجار القرم رسميًا إلى الرابطة العالمية للأراضي الرطبة، وإطلاق برنامج “تحدي المياه” من مبادرة محمد بن زايد للماء، وإطلاق مبادرة “حدائق أبوظبي المرجانية”، وتدشين “سنا” أول محطة للطاقة الشمسية في إمارة الشارقة، والإعلان عن زيادة مساحة المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي لتصل إلى 20% من إجمالي مساحة الإمارة، ووضع حجر الأساس لتطوير أول وأكبر مشروع من نوعه على مستوى العالم يجمع بين الطاقة الشمسية ونظام بطاريات التخزين في أبوظبي.
وواصلت الإمارات توسّعها في مشاريع الطاقة المتجددة عبر قارات عدة، من خلال «مصدر» وشركات وطنية أخرى، لتطوير محطات شمسية ورياح وهيدروجين في السعودية وإسبانيا وإندونيسيا وإفريقيا واليمن ومصر، مما أسهم في توفير كهرباء نظيفة لملايين السكان.
الذكاء الاصطناعي
اتخذت الإمارات خطوات متسارعة في التحول نحو الذكاء الاصطناعي، وترسيخ منظومة رقمية متطورة ومستدامة، إذ بلغت نسبة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الدولة 97%، وهي الأعلى عالميًا، فيما تجاوز عدد المبرمجين 450 ألف مبرمج.
وشهدت أبوظبي إعلان تدشين مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي – الأميركي بسعة قدرها 5 جيجاوات، وهو الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة.
وبرز خلال العام توقيع إطار العمل الإماراتي – الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف الاستثمار في مجمّع حوسبي بقدرة 1 جيجاوات في فرنسا، وإعلان “إم جي إكس” الإماراتية بالتعاون مع بلاك روك ومايكروسوفت عن انضمام “إنفيديا” و“إكس إيه آي” إلى الشراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بهدف الاستثمار في مراكز بيانات الجيل القادم وحلول الطاقة المتقدمة، بإجمالي استثمارات محتملة تصل إلى 100 مليار دولار.
وفي ذات السياق، أطلق مجلس الوزراء الإماراتي مركز تميز عالمي للأمن السيبراني بالتعاون مع “جوجل”، بما يوفر أكثر من 20 ألف فرصة عمل ويعزز منظومة الأمن السيبراني الوطنية، كما أعلنت الإمارات خلال قمة مجموعة العشرين الأخيرة عن إطلاق مبادرة “الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية” بقيمة مليار دولار لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي في الدول الأفريقية.
تحديثات تشريعية وتنظيمية
حرصت الإمارات على تحديث بنيتها التشريعية والتنظيمية من خلال إصدار العديد من المراسيم والقوانين والقرارات، ومنها المرسوم الاتحادي بإنشاء الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات، والمرسوم الاتحادي بإنشاء الهيئة الاتحادية للإسعاف والدفاع المدني، وقانون الأحوال الشخصية الجديد.
وأعلنت الإمارات عن إدخال 4 أغراض جديدة لتأشيرات الزيارة تشمل: المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، وتأشيرات الترفيه، وتأشيرة الفعاليات، وتأشيرات السياحة عبر السفن، وأطلقت الإمارات أول منظومة تشريعية ذكية قائمة على الذكاء الاصطناعي.
وأجرت الإمارات في يونيو الماضي تغييرات حكومية شملت إنشاء وزارة التجارة الخارجية، وتغيير اسم وزارة الاقتصاد لتكون وزارة الاقتصاد والسياحة، كما اعتمدت منظومة الذكاء الاصطناعي الوطنية كعضو استشاري في مجلس الوزراء والمجلس الوزاري للتنمية ومجالس إدارات الهيئات الاتحادية والشركات الحكومية كافة، ابتداءً من يناير 2026.
مبادرات مستقبلية
واتسم عام 2025 بزخم السياسات والإستراتيجيات والمبادرات الوطنية التي تستشرف المستقبل وتضع الخطط الاستباقية لمختلف القطاعات الحيوية، ومنها المرحلة الجديدة من الاستراتيجية الوطنية لاستقطاب واستبقاء المواهب في الدولة 2031، والاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، والسياسة الوطنية للمعلومات الجيومكانية، والمرحلة الثانية من برنامج تصفير البيروقراطية، ومنظومة الأداء الحكومي الاستباقي، والسياسة الوطنية للتجمعات الاقتصادية، ومنظومة التطوع والمشاركة المجتمعية، ومنصة “أرقام الإمارات الموحّدة”، والأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031، واستراتيجية الهوية الوطنية.








