توضح تصريحات أمجد، زوج الأم المتهمة في حادث الدهس، أن الحادث لم يكن عمدًا وأن زوجته كانت تسير بسرعة 40 كم/س بسبب وجود مطبات على الطريق، أمام مدرستها في الشروق. وتبرز هذه التصريحات سؤالًا جوهريًا عما إذا كانت سرعة 40 كم/س مميتة فعلاً للمشاة. وتؤكد أن الحادث انتهى بوفاة الطفلة جنى، رغم وجود مبررات من الشاهدين حول وجود مطبات وتخفيف السرعة.
وردت إشارات في الاعترافات إلى أن السائقة ذكرت أن سرعتها لحظة الاصطدام كانت 20 كم/س، غير أن التحقيقات الفنية ستحدد السرعة النهائية بدقة. ومع ذلك، يظل وجود وفاة الطفلة في الحادث يطرح تساؤلًا عن مدى خطورة السرعات المنخفضة على الأطفال مقارنة بالبالغين. وإذا افترضنا أن السرعة كانت أعلى بقليل، مثل 40 كم/س، فإن ذلك يقع ضمن منطقة الخطر التي تشير إليها الإحصاءات العالمية للمشاة.
تحليل سرعة وتأثيرها
تشير البيانات إلى أن 40 كم/س تقع ضمن منطقة الخطر المحددة بين 35 و56 كم/س، وفيها تكون الإصابات خطيرة محتملة وتؤدي إلى كسور، بينما تكون الوفيات غير مرجحة عادةً للبالغين. وتؤكد هذه الإحصاءات أن سرعة 40 كم/س قد تكون قاتلة للأطفال رغم أنها ليست كذلك دائماً للبالغين. وتوضح الأرقام أن ارتفاع السرعة إلى نطاقات أعلى يزيد مخاطر الوفاة بشكل واضح، مثل elevated risk عند 56 كم/س حيث تصل نسبة الوفيات إلى نحو 45% وفق البيانات المتاحة.
تشرح الأسباب أن جسم الطفل أكثر هشاشة من جسم البالغ وبالتالي يكون عرضه للضرر عند الاصطدام بشكل أكبر. كما أن نقطة الاصطدام غالبًا ما تكون في الرأس والصدر لدى الطفل، وهي مناطق حيوية لا تتعرض لها عادةً عند البالغين. وتزداد القوة الناتجة عن الاصطدام مع زيادة السرعة، فحتى زيادة طفيفة في السرعة تعني زيادة كبيرة في القوة وتؤدي إلى إصابات داخلية وكدمات دماغية يصعب على الطفل النجاة منها.
مأساة جنى وتدابير الحماية
تُعيد مأساة جنى إلى الواجهة ضرورة تطبيق مفهوم “الرؤية الصفرية” في المناطق الحضرية المحيطة بالمدارس، بهدف الوصول إلى صفر وفيات وإصابات خطيرة على الطرق. وتُدعى إلى أن تكون السرعة القصوى حول المدارس أقل من 20 كم/س، لما لها من أثر إيجابي يرفع فرص نجاة المشاة. كما تؤكد على ضرورة اليقظة القصوى في مناطق عبور المشاة، فالتقيد بالسرعة وحده لا يكفي، بل يجب الاستعداد التام للتوقف الفوري عند وجود مخاطر.








