رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دوخة السيدات: الأسباب ومتى يجب زيارة الطبيب

شارك

أسباب الدوخة وعواملها

توضح المصادر أن الدوخة عند النساء ليست مرضًا بحد ذاته بل إشارة إلى وجود خلل في أحد الأنظمة الحيوية بالجسم. وقد ترافقها أعراض مثل الغثيان واضطراب التوازن وتكون مصدر قلق عند تكرارها. قد يتحول الإحساس الخفيف بالدوار إلى فقدان التحكم بالحركة أو شعور بالدوران فجأة. لذلك من الضروري فهم الأسباب بدقة وعدم الاعتماد على الراحة أو المشروبات المحلاة كحل دائم.

الأسباب الأساسية

يؤكد أن الجهاز الدهليزي في الأذن الداخلية المسؤول عن التوازن، وأن اضطرابات هذه المنطقة كالتهاب أو تراكم السوائل قد تسبب دوخة شديدة. ويُذكر أن أمراضًا مثل مرض مينير أو التهاب العصب الدهليزي قد ترسل إشارات مغلوطة إلى الدماغ عن وضع الجسم في الفضاء. هذه الحالات غالبًا ما تترافق مع دوران عند تحريك الرأس أو تغيّر الوضع، وتستدعي تقييمًا طبيًا دقيقًا. ويجب تجنّب الاعتماد على حلول عشوائية لأنها لا تعالج السبب وتترك المشكلة قائمة.

فقر الدم ونقص الحديد يجعل النساء أكثر عرضة للأنيميا بسبب فقدان الدم خلال الدورة الشهرية، وهذا يقلل الأكسجين الواصل إلى الدماغ ويؤدي إلى الدوخة والتعب العام. وفي هذه الحالة يعتبر الغذاء الغني بالحديد إضافة إلى مكملات الفيتامينات جزءًا أساسيًا من العلاج حتى يعود الدم إلى توصيل الأكسجين بشكل كاف. كما يساهم انخفاض ضغط الدم أو انخفاض سكر الدم في ظهور الدوخة عند الوقوف المفاجئ من السرير أو بعد مجهود، بينما قد يظهر انخفاض السكر مع التعرّق وبرودة الأطراف خصوصًا لدى المصابات بالسكري.

التغيرات الهرمونية والتوتر

وتُبرز التغيرات الهرمونية خلال الحمل أو قبل انقطاع الطمث تأثيرها على الدورة الدموية وتوازن السوائل في الجسم، مما يجعل الدوخة عرضًا متكررًا. كما يساهم تمدد الأوعية الدموية أثناء الحمل في انخفاض الضغط ويشرح الشعور بالدوار عند الوقوف بسرعة. إلى جانب ذلك، يلعب التوتر والقلق دورًا رئيسيًا في تحفيز التنفّس السريع و انخفاض ثنائي أكسيد الكربون في الدم، وهو ما يسبب دوخة وظيفية تختفي مع الهدوء والتنفس المنتظم. الجفاف والإرهاق يخلّان بتوازن الكهارل في الجسم ويخفضان الضغط، خصوصًا خلال الحرارة المرتفعة أو عند بذل جهد جسدي.

متى تستشيرين الطبيب فورًا

توصي هذه المعطيات باستشارة الطبيب فورًا في حال استمرار الدوخة أو تكررها بشكل منتظم مع وجود علامات تحذير، مثل استمرار الدوخة لفترة طويلة أو تكرارها أكثر من مرة. يرافقها صداع شديد أو تشوش في الرؤية، كما تدل علامات وجود خدر أو ضعف في طرف من الأطراف. قد يشير ذلك إلى اضطرابات خطيرة في الجهاز العصبي أو القلب أو الأذن الداخلية وتتطلب تقييمًا فوريًا.

سبل العلاج والتعامل الآمن

يبدأ العلاج بتحديد السبب عبر تقييم الطبيب المختص، فالتدخلات تختلف بحسب ما إذا كان السبب مرتبطًا بالأذن أو الضغط أو نقص الفيتامينات. لأجل التخفيف المؤقت، يُنصح بشرب كميات كافية من الماء والعصائر الطبيعية وتناول وجبات خفيفة منتظمة لمنع انخفاض السكر. كما يفضّل تجنّب النهوض المفاجئ من الوضعية المستلقية أو الجلوس، والحرص على نوم كافٍ وتقليل المنبهات كالكافيين والتدخين، إضافة إلى ممارسة تمارين توازن أو اليوغا لتحسين الثبات. وفي حال كان الدوار ناجمًا عن القلق أو التوتر فالجلسات الاسترخائية أو التحدث إلى مختص نفسي قد تكون مفيدة، أما إذا ارتبط الالتهاب الأذني فالعلاج قد يشمل أدوية مضادّة حيوية أو أدوية للدوخة وفق توجيه الطبيب.

مقالات ذات صلة