يؤكد ستاين، نائب رئيس المنتجات في جوجل، أن من أهم مميزات الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي هو قدرتها على فهم المستخدم بشكل أعمق. يتيح هذا الفهم أن تقدّم أنظمة الذكاء الاصطناعي إجابات أكثر تخصيصاً وارتباطاً بالسياق. كما يرى أن مثل هذه الإجابات المخصصة تكون عادةً أكثر فائدة من الإجابات العامة في الكثير من الاستفسارات. جاء هذا التأكيد خلال ظهوره في بودكاست Limitless، حيث أوضح أن التخصيص له أثر مباشر في تعزيز فاعلية المساعدات الرقمية.
وأضاف ستاين خلال ظهوره في بودكاست Limitless أن جوجل تلاحِظ زيادة الأسئلة التي يطلب أصحابها مشورة أو توصيات محددة. وهذه النوعية من الاستفسارات تكون فيها الإجابات المخصصة للمستخدم أكثر فائدة من الإحصاءات العامة. أشار إلى أن الاعتماد على البيانات الشخصية يمكن أن يعزز دقة الإجابة، لكنه يطرح تحدياً مخاطر الخصوصية. وتتزايد أهمية هذا التوجه مع توسع قدرات المساعدات الذكية واعتماد المنظومة على نماذج شخصية.
ربط البيانات الشخصية بتغذية الذكاء الاصطناعي
يشرح ستاين أن مستقبل الذكاء الاصطناعي يعتمد على فهم أعمق للمستخدم عبر خدمات مترابطة مثل Gmail. بدأت جوجل فعلياً دمج البيانات الشخصية ضمن أنظمتها منذ مرحلة Gemini، التي كانت تعرف سابقاً باسم Bard. وتتوسع الشركة اليوم في ربط Gemini بتطبيقات Workspace مثل البريد والتقويم والملفات، إضافة إلى منتج Gemini Deep Research المستند إلى بيانات المستخدم المعمقة. ومع تراكم هذه البيانات من الرسائل والصور وسجل التصفح وسلوك المستخدم على الويب، تزداد قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم اقتراحات شخصية للغاية، لكنها تحمل معها أيضاً مخاطر التحول إلى مراقبة غير مرغوبة.
المساعدة المخصصة والتطفل الرقمي
تتبنى جوجل رؤيتها بجرأة: كلما عرف الذكاء الاصطناعي عنك أكثر، أصبح أكثر فائدة. إذا اكتشف تفضيلاتك التسويقية مثل علامات تجارية معينة، قد يقترح عليك توصيات تميل إليها تلقائياً بدل القوائم الأكثر مبيعاً. لكن هذا المستوى من التخصيص يثير مخاوف واسعة حول الخصوصية، خاصة مع صعوبة تجنب جمع البيانات داخل منظومة جوجل في عصر تصبح فيه تطبيقاتها مدفوعة بالذكاء الاصطناعي افتراضيًا. وهذا يذكّر بمسلسلات تستعرض تهديدات التلاعب بالمعلومات من خلال العقول المترابطة دون موافقتها.
الشفافية والإشعارات
وتؤكد جوجل أنها تدرك حساسية هذا التوازن، وتعمل على جعل تخصيص النتائج أكثر شفافية. ووفق ستاين، ستبدأ جوجل بإعلام المستخدم عندما تكون الإجابات شخصية، مقابل الإجابات العامة التي قد يحصل عليها الجميع. كما قد ترسل إشعاراً عندما يظهر عرض جديد لمنتج بحث عنه المستخدم سابقاً، وذلك لتعزيز الإحساس بأن المساعدة الذكية مفيدة دون تجاوز الحدود.
المنطقة الرمادية وتحديات الخصوصية
يعترف خبراء الخصوصية بأن دمج كميات كبيرة من البيانات الشخصية داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي يفتح منطقة رمادية أوسع. صحيح أن جوجل تتيح للمستخدم التحكم في التطبيقات التي تشارك بياناتها مع Gemini من خلال إعدادات Connected Apps، وتحث على عدم إدخال معلومات حساسة يمكن لقرّاء بشريين الاطلاع عليها. إلا أن الاعتماد المتزايد على نماذج متصلة يجعل تفادي جمع البيانات أكثر صعوبة. ويرى بعض المراقبين أن هذا التطور يمثل جزءاً من مستقبل البحث مع مخاطر واضحة تفصل بين المساعدة والمراقبة.








