رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أول أوروبي يطير إلى القمر سيكون ألمانيًا.. تفاصيل الاختيار

شارك

أعلن المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية، جوزيف أشباخر، خلال اجتماع مجلس الوكالة أن رائد فضاء ألماني سيصبح أول أوروبي يحلق إلى القمر ضمن مهمة أرتميس التي تقودها ناسا. وأوضح أن هذا التطور يمثل إنجازاً تاريخياً لأوروبا في مجال استكشاف الفضاء وتبادل المعرفة التقنية العالية. كما أشار إلى أن ألمانيا تبقى أكبر مساهم في ميزانية الوكالة، وهو ما يعزز حضور القارة الأوروبية في الشراكات الدولية للفضاء. وذكّر بأن القرار يعكس التزام أوروبا بتعزيز قدراتها ومستقبل عملياتها القمرية.

دور ألمانيا في أرتميس

ولفت أشباخر إلى أن مصنع أيرباص في بريمن يجمع وحدة الخدمة الأوروبية، التي تمد أوريون بالدفع والطاقة وتحديث الغلاف الجوي أثناء المهمات القمرية. كما أشارت التصريحات إلى أن أوروبا تصنع مكوّنات أخرى لمحطة بوابة القمر، المقرّر أن تدور حول القمر بدءاً من عام 2027. وأضاف أن مكونات بوابة القمر تُبنى ضمن اتحادات يقودها فرنسا وإيطاليا، حيث سيشارك مواطنوها في رحلات أرتميس اللاحقة. وتكافئ هذه المساهمات حصول ESA على ثلاثة مقاعد في الرحلات الموجّهة إلى القمر.

وقال أشباخر إن سفر رائد فضاء من ESA إلى ما وراء المدار الأرضي المنخفض لأول مرة سيكون مصدر إلهام وفخر لأوروبا بشكل عام. وأشار إلى أن الإنجاز يعكس قدرات الصناعات الأوروبية وتعاون الدول الأعضاء في إطار البرامج الفضائية المشتركة. ويؤكد البيان أن أوروبا ستشارك بنشاط في مهمات أرتميس من خلال المقاعد الثلاثة الممنوحة، والتي تعزز حضورها القمري المستقبلي.

رواد الفضاء الأوروبيون وأدوارهم

تضم ألمانيا حالياً رائدي فضاء ضمن فريق رواد الفضاء التابع للوكالة الأوروبية هما ماتياس مورير (55 عامًا) وألكسندر جيرست (49 عامًا)، وقد أمضيا أشهرًا في المحطة الفضائية الدولية. ولدى ألمانيا رائدا فضاء ضمن فريق الاحتياطي وهما أميلي شونينوالد (36 عامًا) ونيكولا وينتر (40 عامًا)، ومع أن الأخير لم يخض تجربة فضائية بعد، إلا أنهما من أبرز المرشحين لمقعد أرتميس 4. كما أن لأرشيف رواد الفضاء الألماني تاريخ حافل؛ فجيرست شارك في أول مهمة له على المحطة في 2014، ثم قاد المحطة في فترة لاحقة وأمضى 362 يومًا في الفضاء، فيما أنهى مورير مهمة واحدة في 2021 قضى خلالها 176 يومًا في الفضاء.

وتعد وكالة الفضاء الأوروبية، وهي شراكة تضم 23 دولة أوروبية، جزءاً من شراكة محطة الفضاء الدولية وتشارك رواد فضاء بانتظام ضمن طاقمها. وفي التسعينيات شارك العديد من رواد الفضاء الأوروبيين في مهام إصلاح لتلسكوب هابل الذي يدور حول الأرض على ارتفاع يقارب 540 كيلومتراً، وهو أعلى من ارتفاع محطة الفضاء الدولية. ومع ذلك، لم يسبق لأي أوروبي أن يخوض مهمة فضائية خارج المدار الأرضي المنخفض إلى عمق الفضاء. وتبقى أوروبا متمسكة بتعزيز حضورها العلمي والتقني في برامج استكشاف القمر من خلال أرتميس والشراكات الدولية.

مقالات ذات صلة