رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

كم مرة يجب قياس ضغط الدم شهرياً للمرضى والأصحاء؟

شارك

يُعاني العالم من ارتفاع ضغط الدم كأحد أخطر الأمراض الصامتة، فهو غالبًا لا يظهر عليه أعراض ولكنه يفرض مخاطر مباشرة على الصحة. يسبب ارتفاع الضغط النوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل الكلى وتدهور الذاكرة وخلل قدرات الدماغ، وتؤكد الأبحاث أن ضغط الدم المرتفع يمثل عاملًا رئيسيًا في الخرف والتدهور الصحي المرتبط بالعمر. لذا تُشدد الإرشادات الصحية على متابعة القياس بشكل منتظم في المنزل كإجراء وقائي فعال.

كم مرة يجب فحص الضغط في المنزل

إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم، يجب قياس الضغط ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل. تتيح القراءات المتكررة متابعة فعالية الأدوية وتحديد أي تغيّر مفاجئ، كما تساعد في منع المضاعفات الكبرى مثل الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية وتسهّل تعديل الجرعات حسب الحاجة. كما تعزز هذا الإجراء من دقة التقييم الطبي وتسهّل التخطيط العلاجي مع الطبيب.

إذا تم تشخيصك حديثًا بارتفاع الضغط، في الأسابيع الأولى قد يطلب الطبيب القياس يوميًا. الهدف هنا تكوين صورة كاملة لضغط الدم على مدار اليوم وضبط العلاج بدقة والتأكد من عدم وجود ارتفاعات خطيرة. يتيح ذلك للطبيب بناء خطط علاجية دقيقة وتقييم استجابة المرض للعلاج خلال الفترة الأوليّة.

إذا كنت شخصًا سليمًا بلا تاريخ مرضي، يكفي قياس الضغط مرة أو مرتين شهريًا، مع زيادة التكرار في حال ظهور صداع مستمر أو دوخة غير مبررة أو توتر شديد أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع الضغط. هذا الإجراء يساعدك على اكتشاف أي ارتفاع مبكر للضغط والتدخل قبل تفاقم الحالات الصحية. كما يمكن اعتماد القياسات في أوقات مختلفة من اليوم للحصول على صورة أكثر توازناً لضغط الدم.

يُفضل أن تكون القراءات في المنزل أكثر دقة من العيادة بسبب احتمال وجود توتر العيادة، لذا غالبًا ما تكون قراءاتك في المنزل أقرب إلى وضعك الفعلي. من المفيد أن يقوم الطبيب بمقارنة قراءة جهازه مع جهازك بين الحين والآخر للتأكد من توافق القياسات وتوثيقها في الملف الطبي. كما يسهم وجود قياس منتظم في تعزيز الثقة في القراءات اليومية والتعامل مع الحالات الطارئة بشكل أسرع.

لماذا القياس في المنزل أدق من العيادة

يؤكد الخبراء أن قراءات المنزل غالباً ما تكون أكثر دقة من قراءات العيادة بسبب ما يُعرف بـ”قلق العيادة” الذي يرفع الضغط مؤقتاً عند وجود الطبيب. لذلك يُنصح بإحضار جهاز القياس المنزلي إلى الزيارة لإجراء مقارنة مباشرة مع جهاز الطبيب والتأكد من التوافق. كما أن القياس في بيئة مألوفة يساعد على متابعة الضغط بشكل منتظم وبعيداً عن الضغوط المحيطة بالعيادة.

كيف تختار جهاز قياس الضغط المناسب

تنصح الجمعية الطبية الأمريكية بشراء جهاز قياس ضغط الدم معتمد طبياً وموجود في قائمة الأجهزة الموثوقة، كما يجب أن يكون سهل الاستخدام ويحوي كفة مناسبة للذراع وقراءات ثابتة وقابلة للحفظ. كما يجب أن تكون المواصفات تدعم الحفاظ على قياسات موثوقة مع الاستخدام المتكرر. ولا يُنصح بشراء جهاز منخفض السعر دون مراجعة الاعتمادات الطبية لضمان الدقة والموثوقية.

إرشادات مهمة قبل القياس

قبل أخذ القراءة، تجنب تناول القهوة أو أي مصدر للكافيين والتدخين والرياضة والوجبات الثقيلة والتوتر لمدة 30 إلى 45 دقيقة سابقة. افرغ المثانة قبل القياس، ثم اجلس بهدوء لمدة 5 إلى 10 دقائق في وضع مريح. ضع الجهاز على الذراع مباشرة وبعيداً عن الملابس الضيقة، واجلس بشكل صحيح مع وضع قدميك على الأرض وظهرك مسنود وذراعك على مستوى القلب. خذ قراءتين واحسب المتوسط بينهما ثم استخدمهما لتقييم الحالة مع الطبيب.

متى تحتاج إلى المساعدة الطبية فوراً

إذا جاءت قراءة الضغط أعلى من 150/120 ملم زئبق فهذه قراءة طارئة وتتطلب العناية الطبية العاجلة. عند وجود أعراض مثل ألم في الصدر، ضيق في التنفس، صداع شديد، أو ضعف مفاجئ، يجب الاتصال بالإسعاف فوراً فقد تكون علامة أزمة قلبية أو سكتة دماغية. تتيح الاستجابة السريعة تقليل المخاطر وتحسين فرص التعافي.

نصائح للتحكم في الضغط والحفاظ عليه ضمن المعدل الطبيعي

اتبع نظاماً غذائياً منخفض الملح مع ممارسة الرياضة 30 دقيقة يومياً، فقد أثر ذلك في خفض الضغط وتحسين الصحة العامة. احرص على النوم 7–8 ساعات ليلاً وشرب الماء بانتظام وتقليل شرب القهوة والتوتر قدر الإمكان. حافظ على وزن صحي من خلال نشاط بدني وروتين غذائي متوازن يخفف العبء على الأوعية الدموية. التزم بتلك العادات المدى البعيد لأنها أكثر فاعلية في السيطرة المستدامة على الضغط الدموي.

مقالات ذات صلة