رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

العطس المستمر المزمن.. إنذار مبكر لا ينبغى تجاهله

شارك

ينطلق العطس كفعل فسيولوجي يطرحه الجهاز التنفسي عند محاولة طرد مادة مهيّجة من الممرات الأنفية. يعد هذا الفعل جزءًا عاديًا من دفاعات الجسم الطبيعية. لكن تحويله إلى نوبات يومية مستمرة يشير إلى وجود اضطراب يحتاج إلى دراسة دقيقة وتدخّل مناسب. يعيش كثيرون مع العطس المزمن كأنه عادة مزعجة، فيما هي في الواقع رسالة حيوية بأن بيئة الأنف أو الجيوب أو الجهاز المناعي بحاجة إلى تقييم جاد قبل أن تتطور المشكلة.

تشير نتائج تقارير صحية إلى أن العطس المتكرر بلا سبب واضح يعد واحدًا من أبرز الأعراض التي تحمل تاريخًا مرضيًا قد يعود إلى حساسية غير محددة أو إلى مشكلات تشريحية أو إلى التهابات مزمنة. وتتبع أنماطه يساعد الطبيب على الوصول إلى تشخيص دقيق. في الواقع غالبًا ما ينقسم السبب إلى أربعة مسارات رئيسية: خلل مناعي، التهاب تنفسي، انسداد ميكانيكي، أو مؤثرات بيئية مستمرة. وهذه المسارات تتقاطع في نقطة واحدة هي أن الأنف يفقد قدرته على العمل بشكل طبيعي فتصبح العطسة رد فعل دفاعي دائم.

المؤثرات المناعية والحساسية

تشير البيانات الطبية إلى أن العديد من حالات العطس المزمن ترتبط بحساسية الأنف التي تثار عندما يتعرض الجسم لمحفزات بسيطة بطبيعتها. تزداد النوبات في المواسم أو عند تربية الحيوانات الأليفة أو أثناء النوم في غرف عالية الرطوبة أو مليئة بالغبار. ويؤدي استمرار الالتهاب التحسسي إلى اضطراب النوم والصداع والتهاب الأنف وتدفق الإفرازات، مما يجعل العطس مستمرًا.

العدوى التنفسيـة

يمكن أن تسبب العدوى الفيروسية والبكتيرية تهيجًا لغشاء الأنف، وتختفي الأعراض عادة مع الشفاء، لكن استمرار الالتهاب لما بعد العدوى قد يطور حالة تعرف بالتهاب الأنف بعد الفيروس. وهذا يظهر بأشكال عطس متقطع أو مستمر قد يخطئ البعض باعتباره عادة يومية. الإدارة هنا تكون مبنية على تقييم الحالة وتحديد ما إذا كان المرض بسيطًا أم يحتاج إلى علاج متخصص.

الجيوب الأنفية والاحتقان

الجيوب الملتهبة والممتلئة بالسائل تضع ضغطًا مستمرًا على الأنف وتزيد من حساسية مستقبلات العطس. قد يزداد الوضع تعقيدًا إذا كان الالتهاب مصحوبًا بتضخم في الأنسجة أو وجود زوائد لحمية داخل الأنف. هذه العوامل ترفع قابلية التهيج لأي تغير بسيط في الإضاءة أو الهواء أو الروائح.

المؤثرات البيئية

تتسبب ملوثات الهواء والروائح الصناعية والدخان والتعرّض للمبيدات وتغيرات الحرارة المفاجئة في تفعيل العطس دون وعي الشخص. وفي المدن الكثيفة ترتفع فرص تعرض السكان لمهيجات دقيقة لا يمكن رصدها بسهولة لكنها تترك أثرًا واضحًا على الجهاز التنفسي العلوي. تصبح الإرشادات البيئية جزءًا أساسيًا من الوقاية والسيطرة على النوبات إذا ما أخذت بعين الاعتبار.

المشكلات التشريحية

انحراف الحاجز الأنفي أو وجود زوائد لحمية قد يمنعان مرور الهواء بشكل سلس، ما يجعل بطانة الأنف أكثر استعدادًا للالتهاب. هذا الانسداد يجعل العطس يتكرر عند الاستيقاظ أو أثناء إجهاد بسيط. التقييم الطبي يمكن أن يوضح الحاجة لإجراءات أو علاج تحفظي للوضع.

متى يصبح العطس المستمر دافعًا لزيارة الطبيب

إذا ارتبط العطس بصداع متكرر أو انسداد أنفي مزمن أو دموع واحمرار في العين أو صعوبة في التنفس، فزيارة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة تصبح ضرورية. يُجرى تقييم داخلي للأنف وتفتيش بيئة المنزل وتحديد وجود حساسية وربما تصوير إذا لزم الأمر. تساعد هذه الخطوات في التمييز بين مشكلة بسيطة يمكن علاجها في المنزل ومشكلة تتطلب تدخلاً طبيًا أو تنظيمًا للبيئة.

خيارات العلاج المتاحة

يعتمد العلاج على السبب ولكنه غالبًا يشمل دواءً للسيطرة على الحساسية وتقليل الالتهاب وبخاخات أنفية وتعديلات على المحفزات في المنزل. وقد يتضمن العلاج معالجة الالتهابات في الجيوب سواء بالأدوية أو بالجراحة حسب الحالة. كما تُساعد عادات النوم والتهوية وتقييم الاستجابة المستمر على ضبط النوبات.

كيف تقلل النوبات في المنزل

ينبغي تنظيف أغطية الوسائد أسبوعيًا واستخدام أجهزة لتنقية الهواء ذات فلاتر عالية الكفاءة. كما يجب تقليل مصادر الغبار والروائح القوية وتهوية المنزل بانتظام وشرب كميات كافية من الماء. يمكن ارتداء كمامة في المناطق المزدحمة أو الملوثة للحد من التعرض للمهيجات.

مقالات ذات صلة