أعلن جاريد كابلان في مقابلة مع صحيفة The Guardian أن الذكاء الاصطناعي يوشك على إحداث ثورة سريعة في سوق العمل. وأوضح أن الأنظمة الذكية ستتمكن من أداء معظم الأعمال المكتبية خلال عامين إلى ثلاثة أعوام فقط. وأشار إلى أن الأجيال القادمة ستجد نفسها تتنافس مع الآلات في مهام مهنية واسعة، وربما يبدأ الذكاء الاصطناعي في تصميم أنظمة ذكية تابعة له. وذكر أن هذه التطورات قد تشكل أحد أكبر المخاطر التي تواجه البشرية إذا بلغ التطور مستوى يصعب فيه التحكم.
تسارع التطور وتنافس الشركات العالمية
تزداد وتيرة السباق العالمي نحو الذكاء الاصطناعي العام AGI، وتتنافس شركات مثل Anthropic وOpenAI وGoogle DeepMind وMeta في تطوير أنظمة تتفوق على البشر في مجموعة واسعة من المهام. وأشار كابلان إلى أن وتيرة التحسن تتسارع إلى درجة أن الأجيال القادمة ستجد نفسها أقرب من أي وقت مضى إلى منافسة الآلات. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن قدرات النماذج المتقدمة تتضاعف بسرعة، حيث تستطيع الأنظمة مثل نماذج Anthropic بناء وكلاء برمجيات، وحل مهام برمجية لساعات متواصلة، وتوليد سلاسل منطقية معقدة دون تدخل بشري.
مثال شخصي يوضح الفارق
أشار كابلان إلى مثال شخصي قائلاً أن ابنه البالغ من العمر ست سنوات لن يصبح أفضل من الذكاء الاصطناعي في المهام الأكاديمية ككتابة مقالة أو اجتياز امتحان رياضيات. وأوضح أن هذا المثال يبرز الفرق المتوقع في الأداء بين البشر والآلات في مجالات المعرفة المعقدة. كما لفت إلى أن الفوارق ستظهر في سياقات تعليمية ومهنية تتطلب استدلال موسعًا وتطبيقًا منطقيًا معقدًا.
خطران رئيسيان وتحفظات مهمة
حدد كابلان خطرين رئيسيين: الأول فقدان السيطرة وعدم القدرة على فهم ما تقوم به الأنظمة المتقدمة، والثاني احتمال سوء الاستخدام إذا وصلت هذه الأنظمة إلى أيدي خاطئة. وأشار إلى أن فقدان السيطرة يعني أن الآلات قد لا تظل متوافقة مع مصالح البشر وتخرج عن نطاق فهم الإنسان. أما سوء الاستخدام فيتطلب وضع ضوابط لمنع استغلالها في أنشطة ضارة.
تنبيه حول مرحلة التحول المحتملة
وأوضح أن التحول الحقيقي قد يحدث بين عامي 2027 و2030، عندما يبدأ الذكاء الاصطناعي في تطوير وإصلاح نسخ من ذكائه بذاته. ووصف هذه المرحلة بأنها فرصة هائلة لكنها تحمل تهديدًا كبيرًا للبشرية، إذ يمكن للأنظمة أن تحسن نفسها بشكل مستقل وتتجاوز قدرة البشر على التحكم فيها. وتؤكد هذه التصريحات ضرورة اليقظة والبحث في آليات لمواجهة المخاطر المحتملة وتوجيه التطور لصالح المجتمع.








