رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ريتشارد و نانسي .. العائلة التي صنعت محتوى يشبه الناس لا الشهرة ..

شارك

في رحلة مليئة بالتقلبات بين الفن والحياة، يطلّ ريتشارد اليوم بصوته وقصته وتجربته، كفنان تشكّل هويته بين شغف الموسيقى وحضور العائلة وصدق المحتوى. هي رحلة لم تُصنع على عجل، بل تدرّجت من هواية هادئة إلى مشروع فني يلامس القلوب، مدفوعاً بإيمان الجمهور قبل كل شيء. في هذا الحوار، يكشف ريتشارد ملامح شخصيته الفنية والإنسانية، والأدوار التي شكّلت مسيرته، وأحلامه التي لم ينطق بها بعد .

– كيف اكتشفت أن الغناء يمكن أن يكون جزءاً من هويتك وليس مجرد هواية، وما اللحظة التي جعلتك تؤمن بأن لديك صوتاً يستحق أن يسمعه الناس؟

في البداية كان الغناء مجرد هواية أمارسها لنفسي. ومع دخولي عالم اليوتيوب وظهوري في بثوث مباشرة، بدأ الناس يسمعون صوتي ويطلبون مني تقديم أغنية خاصة. سجّلت أول أعمالي بعنوان “ست البنات” ولاحظت تفاعلاً كبيراً؛ إذ حصدت نصف مليون مشاهدة خلال 24 ساعة دون أي ترويج. عندها أدركت أن الجمهور يريد سماعي وأن لدي صوتاً يستحق العمل عليه، فتابعت المسيرة وقدّمت بعدها “قدر ومكتوب” وغيرها.

– من بين جميع أغانيك، أي أغنية تشعر أنها الأقرب لروحك لأنها تحمل شيئاً من قصتك أو مشاعرك التي لم تستطع قولها بالكلام؟

أقرب الأغاني إلى روحي هي “خسرانة”، فهي تعكس جزءاً كبيراً من مشاعري، إضافة إلى أغنية “علم النفس”، لكن الأولى تبقى الأكثر تعبيراً عني وانتشاراً بين الجمهور.

– ما المرحلة الأكثر تحدياً في صناعة أغانيك من الفكرة إلى التسجيل، وكيف تتجاوز الصعوبات التي تظهر خلال العمل الفني؟

أصعب المراحل هي اختيار الموضوع والكلمات ثم اللحن. فالسوق مليء بالأعمال، ولا بد من تقديم شيء مميّز. أتعب كثيراً في انتقاء الكلمة المناسبة واللحن المختلف، وأتجاوز الصعوبات بالإصرار والبحث المتواصل عن الجودة.

– خلال ظهوراتك العائلية، كيف تصف حضور ننوش في حياتك اليومية، وما التأثير الذي تركته على طريقتك في تقديم المحتوى وعلى الصورة التي يراك بها الجمهور؟

حضور نانسي (ننوش) جزء أساسي من محتواي وحياتي. نحن نكمّل بعضنا، وغياب أحدنا يؤثر على الآخر. يحبّها الجمهور لأنها تشاركهم حياتها اليومية بكل صدق، والعائلة تظهر بطبيعتها من دون تكلّف، وهذا ما يعزّز الثقة بيننا وبين المتابعين.

– عندما تغني، ما الرسالة الأساسية التي ترغب أن تصل إلى المستمع، وهل تعتبر الموسيقى مساحة للتعبير أم وسيلة للبوح بما لا يُقال؟

أحرص دائماً على إيصال رسالة صادقة؛ أحياناً أعبّر عن مشاعري الشخصية، وأحياناً أقدّم ما يفضله الجمهور. أحاول مواكبة الجيل الجديد دون التنازل عن القيم الفنية، مع الالتزام بحدود الموسيقى وقواعدها، وأهدف لأن تحمل أغنياتي رسالة حب أو معنى إنساني.

– عندما تظهر ننوش معك في الفيديوهات، ما اللحظة التي تشعر أنها تضيف فيها شيئاً صادقاً يلامس المتابعين ويغيّر من طاقة المشهد؟

تضيف ننوش الكثير من العفوية والصدق، خصوصاً حين تتصرف بعفويتها كأم أو كزوجة في تفاصيل الحياة اليومية. حضورها يجعل المشهد أكثر واقعية ويمنح المتابعين شعوراً قريباً ودافئاً.

– كيف يؤثر فيك شعور المتابعين حين يخبرونك أن إحدى أغانيك لامست قلبهم، وهل يغيّر هذا النوع من التفاعل طريقة اختيارك لأعمالك القادمة؟

هذا الشعور يمنحني طاقة كبيرة. أتقبّل النقد بمحبة، وأعدّ آراء الجمهور مؤشراً مهماً في تحسين أعمالي. إذا أحبّوا عملاً أعمل أكثر، وإذا انتقدوه أعمل أكثر أيضاً. ملاحظاتهم تساعدني في تحديد الاتجاه المناسب للأغاني القادمة.

– كيف ترى دور ننوش في صنع التوازن داخل عائلتك، وهل تشعر أن وجودها يساعدك على الحفاظ على الجانب الإنساني وسط ضغط العمل والشهرة؟

نانسي تمنح البيت توازناً وهدوءاً، وتذكّرني دائماً بالجانب الإنساني amid ضغط العمل. وجودها يجعلني أكثر قدرة على الفصل بين الحياة الشخصية والشهرة، ويحافظ على استقرار العائلة.

– إذا فكرت في إصدار ألبوم كامل، ما النوع الموسيقي الذي ترى أنه يعكسك اليوم أكثر من غيره، ولماذا تميل له دون سواه؟

أميل إلى الأعمال العاطفية ذات العمق الإحساسي، لأنها الأقرب لطبعي وقدرتي على التعبير. أفضل أن تكون الأغاني التي أقدمها قادرة على البقاء لسنوات، لا مجرد أعمال عابرة.

– كيف ترى نفسك اليوم في المجال الفني، هل كفنان يبحث عن أسلوبه الخاص أم كشخص يبني مشروعاً موسيقياً طويل المدى؟

أعمل على مشروع طويل المدى، وأسعى لتقديم أعمال تعيش لسنوات مثل أغاني الزمن الجميل. لا أبحث عن الترند المؤقت بل عن بصمة فنية ثابتة تُسمع بعد عشرين سنة.

– ما الذي تعلمته من شخصية ننوش خلال الفترة الماضية، وكيف أثّرت طريقتها في النظر للأمور على قراراتك سواء في حياتك أو في مسيرتك الفنية؟

تعلمت منها الصبر، والهدوء، والنظر للأمور بواقعية. تأثيرها كبير على حياتي وقراراتي، فهي تساعدني على رؤية الأمور بشكل متوازن وتحمّل ضغوط العمل.

– مررت بمحطات صعبة وعلنية في حياتك، كيف أثرت هذه التجارب على نضجك وعلى الطريقة التي تقدم بها نفسك كإنسان قبل أن تكون فناناً؟

مريت بتجارب صعبة استمرت نحو عامين، وكانت جزءاً من حياتي الخاصة التي لم أرغب بكشفها. لكن الجمهور كان واعياً وواثقاً، ولم يسمح لتشويه صورتي أن يؤثر علي. تجاوزت المرحلة بالنضج والدعم، وتعلمت أن الثقة المتبادلة مع الجمهور أساس الاستمرار.

– ما الذي يدفعك أحياناً إلى مشاركة تفاصيل شخصية وحساسة مع الجمهور، وهل ترى ذلك جزءاً من الصراحة أم مخاطرة محسوبة؟

أشارك بعض التفاصيل بدافع الفائدة والتوعية، فالناس تستفيد من التجارب الحقيقية. لكنني أفعل ذلك بحذر، وبأسلوب يجمع بين الكوميديا والرسالة الهادفة. هدف المحتوى هو تقديم قيمة وليس عرض الحياة لمجرد المشاهدة.

– كيف تحافظ على التوازن بين “ريتشارد الفنان” و“ريتشارد الإنسان” الذي يعيش بعيداً عن الأضواء؟

أحاول دائماً الفصل بين الاثنين؛ فالفنان يحتاج إلى حضور قوي، بينما الإنسان يحتاج خصوصية وهدوءاً. أعود دائماً إلى عائلتي لأستعيد توازني وأذكّر نفسي بأن الشهرة ليست كل شيء.

– هل تشعر أن الانتشار الرقمي غيّر نظرتك لنفسك أو لطريقة إدارتك لعلاقاتك، سواء في حياتك العائلية أو الشخصية؟

الانتشار جميل، لكنه يؤثر على العلاقات الشخصية بسبب ضيق الوقت والانشغال الدائم بالمحتوى والفن. ورغم الصعوبات، أحاول الحفاظ على كل علاقة تستحق البقاء.

– بما أنك تشارك جزءاً من يومياتك مع الجمهور، ما هو الحد الذي ترفض تجاوزه مهما كان حجم التفاعل أو ضغط الشهرة؟

أرفض تماماً تقديم محتوى يعتمد على الدراما السلبية أو الأساليب غير الأخلاقية. هدفي إدخال البسمة وتقديم محتوى نظيف يحترم الأسرة، ولا أسمح بفتح أبواب تؤذي قيمنا أو خصوصيتنا.

– لو اخترت عنواناً لأغنية تلخص رحلة حياتك حتى الآن، ما العنوان الذي يخطر ببالك أولاً ولماذا تشعر أنه يمثلك؟

“واقف على رجلي”

لأنها عبارة تلخّص كل ما مررت به؛ لحظات السقوط، ومحاولات النهوض، والإصرار على الاستمرار رغم الضغوط. العنوان يعكس روح التحدي التي صنعتني، ويشبه الرحلة التي لم تكن سهلة لكنها صنعت شخصيتي اليوم.

– لو عاد بك الزمن عشر سنوات، ما النصيحة التي تتمنى لو قلتها لنفسك قبل أن تدخل عالم المحتوى والغناء؟

كنت سأقول لنفسي: “اصبر، وثق بموهبتك، ولا تسمح لأي حدث خارجي أن يحدد مسارك”.

– ما الجانب في شخصيتك الذي تعتقد أن الجمهور لم يره بعد، وتنتظر اللحظة المناسبة لتكشفه من خلال أغنية أو عمل مختلف؟

الجانب الذي لم يره الجمهور بعد هو العمق الحقيقي في إحساسي وقدرتي على تقديم لون هادئ وحميمي بعيد عن المحتوى اليومي. لدي مشاعر وتجارب لم تُحكَ بعد، وأشعر أن الوقت سيأتي لأقدم عملاً يعرّف الناس على ريتشارد الإنسان بكل ما يحمله من صدق وضعف وقوة في آن واحد.

– بعيداً عن السوشيال ميديا، ما الحلم الأكبر الذي تسعى إليه في عالم الفن، وما الذي تطمح أن تراه مختلفاً في مسيرتك؟

أطمح لتقديم أعمال خالدة تُسمَع عبر الزمن، وأن أمتلك مشروعاً موسيقياً مستقلاً يعبّر عن هويتي الحقيقية بعيداً عن ضغط الترند.

– ما العبارة التي تلخص علاقتك بالموسيقى اليوم، وهل تشعر أنها جزء من علاجك الشخصي أم وسيلتك لفهم الحياة؟

الموسيقى بالنسبة لي مساحة علاج ووسيلة لفهم الحياة؛ أعبّر بها عمّا لا يُقال بالكلمات، وأجد فيها توازناً روحياً يساعدني على الاستمرار.

مقالات ذات صلة