رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة جديدة تكشف مخزوناً حرارياً يهدد الأرض لمدة قرن

شارك

أعلن فريق GEOMAR Helmholtz عن نتائج دراسة جديدة في بيان حديث، يكشف أن المحيط الجنوبي قد يتحول من عامل تبريد إلى مصدر احترار إذا وصلت مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى نطاق سلبي نتيجة خفض الانبعاثات وتبني تقنيات السحب المباشر للكربون. وتوضح النتائج أن انخفاض درجات الحرارة ونمو الجليد البحري يجعل مياه السطح أكثر برودة وكثافة، فيغوص ذلك الماء نحو الأعماق ويُحدث اضطرابًا في حركة المياه العميقة. ويرى الباحثون أن هذا الاضطراب قد يدفع طبقات المحيط الدافئة إلى السطح، ما يطلق دفعة حرارية مخزونة نحو الغلاف الجوي دفعة واحدة، وبالتالي قد يواصل الاحترار لعدة عقود وربما قرن كامل. وتؤكد الدراسة أن السيناريو افتراضي للغاية وغير واقعي في الوقت الراهن، لكنها تسلط الضوء على الحساسية المعقدة للمحيط الجنوبي وتفاعله مع الانبعاثات.

خزان حراري عملاق في المحيط الجنوبي

وتوضح الدراسة أن المخزون الحراري الضخم المحبوس في المحيط الجنوبي ليس مجرد رقم في نماذج المناخ، بل عامل فعلي قد يحدد مصير المناخ العالمي على مدى قرون. ويؤكد الباحثون أن التأجيل في خفض الانبعاثات يراكم مزيدًا من الحرارة في المحيطات، ما قد يطيل زمن الاحترار حتى بعد نجاح العالم في خفض الكربون. وتذكر آيفي فرينجر، المؤلفة المشاركة في العمل، أن النتائج تعكس طبيعة النظام المحيطي الحساسة والمعقدة وتدعو إلى توخي الحذر في افتراضات التخفيف الكربوني السريع. وتشير إلى أن بعض العوامل الطبيعية مثل معدلات ذوبان الجليد والتجاوب الطويل الأمد للمحيطات قد تكون عوامل إضافية لم تُغفل في النماذج.

وتؤكد فرينجر أن الخطوة الأهم الآن هي خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر، لتجنب المزيد من الاضطرابات في النظام المناخي. كما يرى الفريق أن الهدف المتمثل في الوصول إلى صافي انبعاثات صفري ليس مجرد هدف مستقبلي بعيد، بل خطوة حاسمة لمنع حدوث موجات احترار جديدة قد تِطلقها المحيطات نفسها لقرون. وينبه العلماء إلى أن تأجيل خفض الانبعاثات يراكم المزيد من الحرارة في المحيطات، وهو ما قد يُطيل زمن الاحترار حتى لو تحقق خفض الكربون لاحقًا. وفي ختام الرسالة يؤكد الباحثون أن الالتزام بخفض الانبعاثات الآن أمر حاسم لتقليل المخاطر المناخية طويلة الأمد.

مقالات ذات صلة