الأثر الصحي المرتبط بامتلاك الهواتف
أعلنت الدراسة الحديثة أن وجود هواتف ذكية عند سن الثانية عشرة يرتبط بارتفاع احتمالات الإصابة بالاكتئاب والسمنة وقلة النوم مقارنةً بالأقران الذين لا يمتلكون هواتف. وقد بلغت الزيادات 30% للاكتئاب، و40% للسمنة، و60% لقلة النوم. وعرفت قلة النوم بأنها النوم أقل من تسع ساعات يوميًا. وكشفت البيانات أيضًا أن 64% من المشاركين امتلكوا هواتف عند سن الثانية عشرة، وكان متوسط عمر امتلاك أول هاتف 11 عامًا.
وفي سن الرابعة عشرة وصلت نسبة امتلاك الهواتف الذكية إلى 89%. كما أظهرت النتائج أن العمر الذي يحصل فيه الطفل على الهاتف لأول مرة كان عاملًا مؤثرًا، فمع كل سنة أصغر عند امتلاك الهاتف زاد خطر السمنة وقلة النوم عند الثانية عشرة بنحو 8 إلى 9% تقريبًا. واستمر هذا النمط حتى الأطفال في سن الرابعة، مع ملاحظة أن البدء المبكر يرفع المخاطر.
تأثير العمر عند أول امتلاك الهاتف
شمل تحليل منفصل 3,486 طفلًا لم يمتلكوا هواتف ذكية في سن الثانية عشرة. من بينهم حصل 1,546 طفلًا على هواتف خلال العام التالي، بينما لم يحصل 1,940 على هواتف. وفي سن الثالثة عشرة، كان لدى من امتلكوا هواتف أول مرة احتمالات أعلى بنسبة 57% للإصابة بمشاكل الصحة العقلية السريرية، وبنسبة 50% لقلة النوم مقارنةً بمن لم يمتلكوا الهواتف. وتم أخذ مقاييس الصحة النفسية والنوم الأساسية في سن الثانية عشرة في الاعتبار كضوابط.
التفسيرات والالتزامات التربوية
لا تتمكن الدراسة من تحديد ما إذا كانت الهواتف تُسبب هذه المشكلات بشكل مباشر. ووجدت أبحاث سابقة أن الإفراط في الاستخدام يرتبط بانخفاض التفاعل الاجتماعي وقلة النشاط البدني وقلة النوم، وهي عوامل قد تؤثر في صحة المراهقين. أشار الباحثون إلى أن النتائج تشير إلى ارتباط وليست سببية، وأن الهواتف قد تحقق فوائد عبر تعزيز الروابط الاجتماعية والدعم التعليمي. كما تشير البيانات إلى أن الأطفال بين 8 و12 عامًا يقضون أكثر من خمس ساعات يوميًا أمام الشاشات، ودعوا إلى إجراء دراسات إضافية لتحديد جوانب امتلاك الهواتف واستخدامها التي ترتبط بنتائج صحية سلبية.
أوصى المؤلفون بإجراء مناقشات دقيقة قبل منح الأطفال الهواتف الذكية، واقتراح قواعد مثل حظر الاستخدام في غرف النوم ليلًا وضمان مشاركة الأطفال في أنشطة لا تحتاج إلى الهاتف. ونصحوا الآباء بمراقبة المحتوى ومنع الهواتف من الإزعاج أثناء النوم.وأكدوا أن النتائج قد تسهم في توجيه قرارات الأسرة والسياسات العامة المحتملة لحماية صحة الشباب، مع التنبيه إلى أن بعض الأطفال الذين لا يمتلكون هواتف قد يواجهون تحديات مختلفة. وشددوا على ضرورة دعم الأسر في اتخاذ هذا القرار.








