رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة: لقاح الحزام الناري يبطئ تطور الخرف

شارك

أعلنت دراسة حديثة أن لقاح الهربس النطاقي قد يوفر حماية من الخرف إلى جانب الوقاية من الحزام الناري. أشارت إلى أن الباحثين من جامعة ستانفورد أجروا تقييمًا لسجلات صحية مرتبطة بتطعيم القوباء المنطقية وراجعوا النتائج على نطاق واسع. وتستند بعض النتائج إلى تقارير منشورة في مجلة Cell، حيث يشير البحث إلى أن الهربس النطاقي الناتج عن فيروس الحماق النطاقي يسبب طفحًا جلديًا مؤلمًا، وأن استخدام اللقاح قد يترتب عليه تأثيرات إضافية. كما توضح الدراسة أن التلقي جرعتين من اللقاح متاح في الولايات المتحدة للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر كإجراء وقائي رئيسي.

في التفاصيل، حلل الباحثون سجلات صحية لأكثر من 282 ألف بالغ في ويلز، حيث جرى تنفيذ برنامج التطعيم ضد القوباء المنطقية للبالغين في سن السبعين اعتبارًا من 1 سبتمبر 2013. أشار البرنامج إلى أن أي شخص كان عمره 79 عامًا في ذلك التاريخ كان مؤهلاً للحصول على اللقاح لمدة عام واحد، بينما لم يكن المتقدمون في الثمانين من العمر مؤهلين. ولتعزيز نتائجهم، حلل الباحثون أيضًا سجلات صحية مماثلة في أستراليا، التي لديها برنامج تطعيم ضد القوباء المنطقية مشابه لذلك في ويلز.

نتائج الدراسة وتفاصيلها

وجد الباحثون أن تلقي لقاح القوباء المنطقية يقلل من احتمال تشخيص الخرف بنحو 3.5 نقطة مئوية على مدى سبع سنوات مقارنة بمن لم يتلقوا التطعيم. كما أظهرت النتائج أن كبار السن الذين لم يسجل لديهم ضعف إدراكي قبل التطعيم، والذين تلقوا اللقاح، شهدوا انخفاضاً قدره 3.1 نقطة مئوية في خطر تشخيصهم حديثًا بضعف إدراكي خفيف خلال تسع سنوات، وبدت التأثيرات الوقائية أقوى لدى النساء منها لدى الرجال.

إضافة إلى ذلك، وجد الباحثون بين كبار السن المصابين بالخرف أن من تلقوا لقاح القوباء المنطقية انخفض لديهم خطر الوفاة بسبب المرض بنسبة 29.5 نقطة مئوية على مدى تسع سنوات، مقارنةً بمن لم يتلقوا التطعيم، مما يشير إلى احتمال أن اللقاح يساهم في إبطاء تقدم الخرف. ورغم أن الدراسة لم تكشف عن سبب هذه التأثيرات المحتملة، فإن جيلدستزر طرح عدة افتراضات ونظريات محتملة تفسر وجود علاقة بين اللقاح وخفض مخاطر الخرف.

وتؤكّد النتائج وجود بيانات داعمة من أستراليا، حيث تتميز برامج تطعيم مشابهة، ما يعزز الإحتمال بأن هذا الارتباط قد يعكس تأثيراً واقعياً وليس مجرد ارتباط عابر. وعلى الرغم من كون النتائج مدعومة بنطاق بيانات واسع، تشير إلى أن اللقاح قد يكون له دور في الوقاية من الخرف أو في تأخير تطوره عند فئة كبار السن، إلا أن الدراسة تبرز أيضًا ضرورة فهم الآليات البيولوجية الكامنة خلف هذه العلاقة.

آليات وآفاق تفسيرية

لا تكشف الدراسة عن آلية محددة وراء هذه التأثيرات المحتملة، لكن يوضح الدكتور باسكال جيلدستزر أن هناك عدة افتراضات قد تفسر النتائج، منها تأثيرات جهاز المناعة أو علاقات الحياة الصحية المرتبطة بالنشاط البدني والتغذية. وتبقى النتائج حتى الآن تفسيرية وليست دليلاً قاطعًا على سبب العلاقة بين اللقاح والخرف، وتدعو إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان اللقاح يساهم فعلاً في الوقاية أو التأخير في ظهور الخرف أم أن النتائج تعكس عوامل مرتبطة بنمط حياة كبار السن الذين تلقوا اللقاح.

مقالات ذات صلة