يؤكد الدكتور دميتري يارانوف أن زيادة تناول الألياف لا تقتصر على دعم الهضم بل تمتد لتعيد تشكيل صحة القلب أيضاً. وأوضح أن الألياف يمكن أن تخفض مستويات الكوليسترول من النوع الضار وتقلل الالتهابات وتُحسن استقرار ضغط الدم، وفق تقرير نشره موقع تايمز أوف إنديا. ونوه بأن الاعتماد على كميات كافية من الألياف يوميًا يساهم في تعزيز مرونة الأوعية الدموية وتظهر نتائجه في صحة القلب والتوازن الأيضي العام.
كيف تدعم الألياف صحة القلب
تبطئ الألياف القابلة للذوبان امتصاص السكريات في مجرى الدم، وهذا يساهم في استقرار مستويات الأنسولين وتقليل الإجهاد الأيضي. كما يساهم ذلك في تقليل الضغوط على القلب مع مرور الوقت وتحسين وظائفه الأساسية. واستنتاج هذه الآلية وفقًا للدكتور يارانوف يعزز من أهمية إدراج الألياف كعادة يومية مستمرة في النظام الغذائي.
إضافة إلى ذلك، ترتبط الألياف بجزيئات الكوليسترول في الجهاز الهضمي وتساعد على إخراجها من الجسم، ما يرفع معدل التخلص من LDL بشكل طبيعي. ويؤكد الدكتور أن الأشخاص الذين يستهلكون أليافًا كافية غالبًا ما يلاحظون تحسنًا واضحًا في قراءات الكوليسترول حتى دون تغييرات أخرى في أسلوب الحياة. وهذا التأثير يخفف تراكم الترسبات في الشرايين ويعزز حماية القلب على المدى الطويل.
دور الألياف في إدارة ضغط الدم والوزن والالتهابات
يسهم النظام الغذائي الغني بالألياف في استقرار ضغط الدم عبر تحسين وظائف الأوعية وتقليل الالتهابات المرتبطة بها. ولا تقتصر الفوائد على ذلك، فالألياف تغذي بكتيريا الأمعاء المفيدة وتساعد على تنظيم عمليات الأيض بشكل أكثر سلاسة. هذه العوامل مجتمعة تساهم في تقليل الحمل على القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.
عندما يحقق الشخص هدفه اليومي من الألياف، غالبًا ما يلاحظ تحسنًا في التحكم بالوزن واستقرار مستويات الطاقة وتراجع مخاطر اضطرابات التمثيل الغذائي. وتتوضح النتائج تدريجيًا في صحة القلب مع مرور الوقت. لذا يظل اختيار الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والبقوليات خيارًا قويًا لصحة القلب.
لماذا تقود تلبية الاحتياجات اليومية من الألياف إلى تقليل مخاطر القلب؟
تشير الأبحاث باستمرار إلى أن تناول كميات كافية من الألياف يوميًا يرتبط بانخفاض معدلات أمراض القلب والنوبات القلبية ومشكلات الشرايين التاجية. ويؤكد الدكتور يارانوف أن هذه الفوائد ليست محصورة فقط بالأشخاص المعرضين للمخاطر، بل يستفيد منها أيضًا من لا يعانون من مشاكل قلبية سابقة. عند زيادة استهلاك الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والبقوليات، يمكن تحقيق تحسن ملموس في وظائف القلب والأوعية مع مرور الوقت.
احتياطات عند استخدام مكملات الألياف
يحث الدكتور يارانوف على الحذر في الاعتماد على مكملات الألياف كبديل عن المصادر الطبيعية، خاصة لمرضى القلب. قد تؤثر المكملات في امتصاص أدوية القلب وضغط الدم وتسييل الدم في بعض الحالات، لذا يستحسن تناولها بشكل منفصل مع فاصل زمني بينهما لضمان امتصاص الأدوية بشكل صحيح وتحقيق الفاعلية العلاجية المطلوبة. توضع هذه الممارسة ضمن إطار يتسق مع الاستمرار في تعزيز النظام الغذائي الغني بالألياف كركيزة لصحة القلب على المدى الطويل.








