رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

لماذا يرتفع ضغط الدم فى الصباح وطرق التعامل معه

شارك

يؤكد الأطباء أن ارتفاع الضغط الصباحي ليس مجرد تغير عابر، بل قد يكون مؤشرًا مهمًا لصحة القلب والأوعية الدموية، خاصة إذا تكرر يوميًا أو تجاوز المعدلات الطبيعية. يحدث هذا الارتفاع بسبب استيقاظ الجسم من النوم وتفعيل سلسلة هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين التي ترفع الطاقة وتدفع الضغط إلى الأعلى. يظهر الارتفاع بشكل واضح خلال الساعات الأولى من اليوم، ثم يعود تدريجيًا إلى المستويات الطبيعية في بقية اليوم. بالتالي، يُعد من المهم رصد النمط الصباحي لضبط العلاج وتفادي المضاعفات.

الساعة البيولوجية وتذبذب الضغط

توضح المصادر الطبية أن الضغط الدم يمر بتقلبات طبيعية طوال اليوم، حيث يكون أقل أثناء النوم ثم يبدأ في الارتفاع مع بداية الاستيقاظ. عند الاستيقاظ، يفرز الجسم مجموعة من الهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين؛ هذه الهرمونات تعزز اليقظة وتزيد طاقتك وتؤدي تلقائيًا إلى ارتفاع الضغط. تبلغ هذه الارتفاعات عادةً ذروتها خلال 2–3 ساعات من الاستيقاظ وتعود تدريجيًا إلى المستويات الطبيعية. يفيد هذا النمط أن أي ارتفاع مستمر خارج المعدلات الطبيعية قد يحتاج تقييمًا طبيًا.

أنماط تغير ضغط الدم خلال اليوم

يصنف الأطباء أنماط ضغط الدم إلى ثلاثة أنواع رئيسية. النمط الأول هو الطبيعي الذي ينخفض الليل بنسبة 10–20% ثم يرتفع صباحًا، بينما النمط الثاني يبقى الضغط متقاربًا ليلًا ونهارًا، أما النمط الثالث فهو العكسي حيث يكون الضغط أعلى أثناء الليل وهو مؤشر خطر محتمل لمشكلات القلب. تساهم هذه الأنماط في وضع خطة علاج وتقييم مخاطر مبكر.

أسباب ارتفاع الضغط في الصباح

إلى جانب الإيقاع الطبيعي للجسم، توجد عوامل قد تزيد الارتفاع الصباحي، منها اضطرابات النوم وانقطاع النفس أثناء النوم والعمل بنظام المناوبات. كما أن تناول وجبة كبيرة قبل النوم والتوتر والقلق والإفراط في الملح من العوامل الشائعة التي ترفع الضغط في الساعات الأولى من اليوم. كما يساهم انخفاض هرمون الميلاتونين وقلة ساعات النوم وبعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب أو الكورتيزون في ارتفاع الضغط الصباحي. وتشير الدراسات إلى أن توقيت ممارسة الرياضة يلعب دورًا، إذ وجدت أبحاث أن ممارسة الرياضة مساءً لدى الرجال وصباحًا لدى النساء قد تساهم في تحسين ضغط الدم.

هل ارتفاع الضغط في الصباح أخطر من باقي اليوم؟

يؤكد الأطباء أن ارتفاع الضغط في أي وقت يمثل مخاطر، لكن الارتفاع الصباحي قد يكون مرتبطًا بزيادة احتمالات النوبات القلبية والجلطات الدماغية واضطرابات الكلى وتصلب الشرايين لدى بعض الأفراد. كما أن الانخفاض الكبير في الضغط أثناء الليل قد يشير كذلك إلى وجود مخاطر تتطلب فحصاً طبياً دقيقاً. لذا من المهم متابعة القياسات وتقييمها بشكل منتظم مع الطبيب.

أعراض قد تدل على ارتفاع الضغط

غالبًا لا تظهر أعراض بارزة عند ارتفاع الضغط الصباحي، ويعرف ذلك بأنه القاتل الصامت. قد يشعر بعض الناس بصداع قوي في الصباح أو دوار أو صعوبة في التنفس أو ألم في الصدر، كما قد تتبدل الرؤية بشكل مؤقت. إذا ظهرت هذه الأعراض بشكل متكرر أو ترافقها أعراض شديدة، فإنه يجب طلب الرعاية الطبية فورًا.

كيف تتعامل مع ارتفاع الضغط في الصباح؟

ابدأ بقياس الضغط فور الاستيقاظ واجلس لمدة دقيقتين قبل القياس، وسجل القراءات يوميًا لمتابعة النمط. قد يوصي الطبيب بتعديل مواعيد بعض أدوية الضغط ليتم ضبط القراءة الصباحية بشكل أنسب. كما أن النوم الجيد لمدة 7–8 ساعات يساعد في تقليل إفراز الهرمونات المحفزة للضغط وتخفيف التقلّبات. تجنب تناول كميات كبيرة من الملح في المساء وتجنب الكافيين في الساعات الأولى من اليوم للمساعدة في استقرار الضغط.

مارس الرياضة بانتظام واختر الوقت الأنسب لجسمك، فبعض الأشخاص يستجيبون بشكل أفضل في الصباح بينما يفضل آخرون المساء. يمكن أن تساهم التمارين المنتظمة في خفض الضغط وتحسين الاستجابة الدموية عند الاستيقاظ. كما أن تقنيات التنفس العميق واليوجا والمشي السريع تساعد في تقليل التوتر وتحسين التحكم في الضغط.

تخفيف التوتر عبر تقنيات التنفس العميق واليوغا والمشي يساعد في تنظيم الضغط. احرص على تغذية متوازنة مع تقليل الملح والدهون المشبعة وتجنب المشروبات المحتوية على كافيين في ساعات قبل النوم. حافظ على روتين نوم منتظم ويجب أن تكون ساعات النوم كافية لتقليل تأثير الهرمونات المحفزة للضغط.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا تكررت القراءة الصباحية أعلى من 135/85 مم زئبق بشكل متكرر، فعندها يجب تقييم الحالة مع الطبيب. كما يجب طلب الرعاية الطبية فورًا في حال ظهور ألم شديد في الصدر أو صعوبة في التنفس أو دوخة حادة أو فقدان وعي. ويُفضل زيارة الطبيب أيضًا إذا كان هناك تاريخ عائلي لأمراض القلب أو إذا كان نمط القياسات غير مستقر ويتغير بشكل ملحوظ.

مقالات ذات صلة