أعلن باحثون من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، نتائج أولية من دراسة صغيرة حول إمكانية علاج HIV بشكل وظيفي. شملت الدراسة عشرة أشخاص حالتهم مستقرة على العلاج المضاد للفيروسات القهرية قبل إيقافه مؤقتًا، وتلقوا تركيبة تجريبية تضمن لقاحاً علاجياً، وأجساماً مضادة واسعة النطاق، وأدوية لتنشيط الفيروس الكامن. وبعد إتمام الدورة، أوقف المشاركون العلاج اليومي وتابعهم الأطباء بشكل دوري، فحافظ سبعة منهم على مستويات فيروسية منخفضة أو غير قابلة للكشف لعدة أشهر. بينما حافظ شخص واحد على مستوى منخفض لأكثر من عام ونصف، بينما عاد الفيروس لدى الباقين ببطء مقارنة المعتاد.
تصميم الدراسة ونتائجها
تشير النتائج إلى أن هذه الاستجابة قد تكون خطوة نحو ما يسميه العلماء علاجاً وظيفياً، حيث يبقى الفيروس موجوداً لكن الجهاز المناعي يسيطر عليه بشكل طبيعي. اعتمد النهج على مزيج من العوامل، بما في ذلك تعزيز قدرة المناعة على التعرف على الفيروس، وأجسام مضادة واسعة النطاق يمكنها استهداف أشكال متعددة من HIV، وأدوية لإيقاظ الفيروس الكامن. وتكامل هذه الآلية مع وقف ART قد يسمح بفترات راحة طويلة من العلاج مع مراقبة طبية دقيقة. وتظهر التجربة أن الاستجابة تتفاوت بين المشاركين وتستلزم فهم العوامل التي تقود القوة في الاستجابة لدى بعض الأفراد.
رغم أن العلاج المضاد للفيروسات القهقرية في السيطرة على المرض فعال، يبقى الاعتماد الطويل عليه تحدياً من حيث الالتزام والتكلفة والآثار الجانبية والوصمة الاجتماعية. وإذا أمكن تطوير هذه الأساليب لتكون أكثر استقراراً وأماناً، فقد يؤدي ذلك إلى تخفيض الضغط المالي على الأنظمة الصحية وتوفير خيارات أكثر استدامة في المناطق التي يتفشى فيها HIV. كما أن وجود نمط من السيطرة المناعية يعني إمكانية تقليل الاعتماد على العلاج اليومي في بعض الحالات. إلا أن النتائج هذه تعطي أملاً حذراً وتبرز حاجة لمزيد من الأبحاث السريرية الموسعة لتقييم القابلية للتوسع والسلامة.
ولا يزال القيد الأكبر هنا هو صغر حجم الدراسة وعدم وجود مجموعة ضابطة للمقارنة. كما لا يزال من غير الواضح سبب استجابة بعض الأفراد بشدة بينما لم يستجب آخرون. ويرى الباحثون ضرورة فهم العوامل الوراثية والمناعية والفيروسية المسؤولة عن التباين في الاستجابة قبل التوسع في التجارب السريرية. ويتطلع الباحثون إلى إجراء دراسات أوسع وتطوير أساليب مناعية أكثر استقراراً وآماناً، مع استكشاف طرق إضافية مثل الأساليب الجينية وعلاجات الخلايا الجذعية لاستهداف HIV الكامن في المستقبل.








