رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

النظام الغذائي القلوي: ما هو وفوائده الصحية

شارك

تزداد في السنوات الأخيرة الاهتمامات بالنظم الغذائية التي تعد بتجديد النشاط وتقوية المناعة، ويبرز بينها النظام الغذائي القلوي كأحد أكثر الأنظمة انتشاراً. تشير تقارير صحية وإعلامية إلى أن بعض المشاهير يروّجون له بوصفه وسيلة لتحقيق التوازن في الجسم وزيادة الطاقة. يرى المؤيدون أن الاعتماد على أطعمة قلوية أكثر يساعد في الحفاظ على صحة أفضل، بينما يشير النقاد إلى أن الفكرة العلمية غير مثبتة بشكل كامل. يركّز النظام القلوي على تناول أغذية طازجة والتركيز على الخضراوات والفواكه والبقوليات والمكسرات مع تقليل المصادر المعالجة.

كيف يعمل النظام القلوي

يقسّم النظام الغذائي القلوي الأطعمة إلى ثلاث فئات رئيسية: أطعمة حمضية مثل اللحوم ومنتجات الألبان والأسماك والبيض، وأطعمة قلوية تشمل الخضراوات والفواكه والبقوليات والمكسرات، وأطعمة محايدة كالنشويات والدهون الطبيعية. يُفترض أن الجسم ينتج رمادًا بعد الهضم يمكن أن يكون حامضيًا أو قلوياً حسب نوع الغذاء. يدعي المؤيدون أن رماداً قلوياً يدعم التوازن الداخلي ويقلل مخاطر الإصابة بالأمراض، في حين تشير الدراسات الحديثة إلى أن الكلى والرئتين تنظمان درجة الحموضة في الدم بشكل دقيق. وتبقى النسبة القاعدية في الدم ضمن نطاق محدد لا يتغير بتغير الغذاء بشكل ملموس.

فوائد النظام القلوي الأساسية

على الرغم من الجدل المحيط بالنظرية الكيميائية للنظام القلوي، فإن تبني هذا النمط يجلب فوائد مرتبطة بطبيعة الأطعمة المقترحة. الإكثار من الخضراوات والفواكه يزود الجسم بالبوتاسيوم والمغنيسيوم ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة القلب والعظام وتقلل الالتهاب. كما أن تقليل الاعتماد على اللحوم المعالجة يعاكس مخاطر مرتفعة للكوليسترول ومشكلات الكلى، وهو ما يتسق مع التوجيهات الطبية العامة.

التأثير على الوزن والطاقة

لا يعتبر النظام القلوي نظامًا مستقلًا لفقدان الوزن، لكنه قد يسهم في ذلك بشكل غير مباشر عندما تعتمد مكوناته على أطعمة منخفضة السعرات وعالية الألياف. تناول كميات كبيرة من الخضار والفواكه يساعد على الشبع ويقلل الاستهلاك الكلي للطعام. هذا النهج يساهم في استقرار مستويات السكر في الدم ويمنح شعوراً بالطاقة المستمرة خلال اليوم.

من المستفيدون والحذر

يناسب هذا النظام في الغالب الأشخاص الأصحاء الذين يتاح لهم ممارسة حياة نشطة، كما يمكن أن يفيد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم نسبياً أو مشاكل كلوية بسيطة. ومع ذلك، لا يجوز اتباعه دون استشارة طبية لأولئك الذين يحتاجون إلى بروتين عالي أو كتلة عضلية كبيرة، مثل الرياضيين وكبار السن. يحث اختصاصيو التغذية على التوازن، وذلك بإعطاء أولوية للنباتات مع تقليل الاعتماد الكامل على البروتين الحيواني.

هل يمكن أن يغيّر حموضة الجسم؟

تشير الدراسات إلى أن درجة حموضة الدم تبقى ثابتة تقريباً ولا يمكن للطعام تعديلها بشكل ملموس. الاختبارات التي تقيس الحمضية في البول تعكس آليات التخلص من الحمض وليست دليلًا على توازن الدم. لذا لا يجوز الاعتماد على فحص بسيط لتقييم نجاح النظام القلوي.

الأطعمة المفضلة ومحدوداتها

أهم الأطعمة التي ينصح بها النظام القلوي تشمل الخضراوات الورقية مثل السبانخ والكرنب والخس والفواكه الطازجة كالموز والتفاح والبطيخ، إضافة إلى المكسرات النيئة والبقوليات والزيوت الطبيعية والمياه مع الليمون. أما الأطعمة التي يُفضل تقليلها فتشمل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم والمأكولات الجاهزة الغنية بالملح أو السكريات المكررة. يركز النظام على الغذاء الطبيعي ويقلل من المصادر المصنعة بما يساهم في استقرار مستويات السكر في الدم.

مقالات ذات صلة