تكشف هذه التجربة عن تصاعد الجرائم الإلكترونية في السنوات الأخيرة وتنوع أساليبها. ورغم وضوح علامات الخطر في الرسائل، يظل كثير من الأشخاص يقعون في الفخ بسبب قلة الوعي الرقمي. يوضح النص كيف يخطط المحتالون للإيقاع بالضحايا باستخدام أساليب بسيطة لكنها فعالة في آن واحد. وتبين النتائج كيف يتم استدراج الضحايا إلى خطوات احتيالية محددة دون تعقيد مفرط.
بدأت التجربة برسالة واتساب من رقم غير معروف تدعي قطع خدمة الغاز في تمام الساعة التاسعة مساءً بسبب عدم تحديث البيانات. كانت الرسالة تحمل علامات حمراء كثيرة وأخطاء إملائية وتفتقد إلى تفاصيل أساسية مثل رقم الحساب وقيمة الفاتورة. ورغم الشكوك، استقر القرار عند الاتصال بالرقم لكشف آلية الاحتيال، فطالب المحتال تحديث البيانات مع إدخال رقم المستهلك والاسم ورقم الهاتف. عند سؤالنا عن آلية التحديث، أُبلغ أن يتم إرسال رابط موقع، لكن وصلنا ملف APK باسم “تحديث فاتورة الغاز” يهدف إلى خداع الضحية قبل أن يتم الإصرار على الاستمرار في الطلب.
آليات الاحتيال وأساليبه
عند تثبيت الملف على هاتف أندرويد، لم يحظَ التطبيق بأي بيانات شخصية. ومع السماح بتثبيت التطبيقات من خارج متجر جوجل بلاي، أوقف Google Play Protect التثبيت فوراً بسبب تعليمات مشبوهة داخل التطبيق. تشير النتائج إلى أنه برنامج تجسس قادر على الوصول لملفات الجهاز، واعتراض الرسائل، والتحكم في الإشعارات، بل وسحب البيانات البنكية. وتؤكد الحوادث أن الحماية ليست قوية في الهواتف القديمة أو الإصدارات القديمة من أندرويد، مما يجعل شريحة كبيرة من المستخدمين عُرضة للوقوع في الفخ.
تبيّن أن المحتالين يعتمدون على رسالة طارئة تبثّ الخوف وتدفع إلى رد فعل فوري. يستخدمون لغة بسيطة ومهذبة لبناء ثقة مؤقتة وتسهيل التفاعل. يتجاهلون التحقق من الهوية للحفاظ على سرعة الاستغلال وتحقيق أكبر عدد ممكن من الضحايا. يطرحون ملفاً مزوّراً يحل محل موقع رسمي ثم يضغطون على الضحية لإتمام التثبيت بسرعة دون تفكير.
توضح التجربة أن المحتالين لا يحتاجون إلى خطط معقدة بل يكفي استغلال الخوف والاستعجال والوعي الرقمي المحدود. عند وجود هواتف غير محصنة أو قديمة يصعب فيها تحديثات الأمن ترتفع احتمالات الوقوع في الفخ. وتؤدي هذه الديناميكية إلى مخاطر على الضحايا مع احتمال استيلاء المحتالين على البيانات البنكية. تدعو النتائج إلى تعزيز التثقيف الرقمي وتفعيل آليات حماية الأجهزة وتجنب تثبيت تطبيقات من مصادر مجهولة.








