رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

من جراحة ناجحة إلى جراحة القلب المفتوح: كيف بدأت جراحات القلب

شارك

أول جراحة قلب ناجحة

تروي هذه السطور قصة أول جراحة قلب ناجحة في العالم التي حدثت في عام 1893. طُعن شاب من شيكاغو يدعى جيمس كورنيش في صدره ونُقل إلى مستشفى بروفيدنت بسرعة. أعلن الدكتور دانيال هيل ويليامز عن قرار إجراء الجراحة وطلب من ستة أطباء المراقبة أثناء الإجراء، في غرفة عمليات ضيقة وتحت تخدير بدائي. عندما اشتبه الطبيب بوجود جرح أعمق قرب القلب، فتح جرحاً بين ضلعين وكشف عظم القص، ثم أمسك حواف الجرح وخاطها بعد غسلها بمحلول ملحي.

بعد 51 يومًا من الحادث خرج كورنيش من المستشفى، وواصل العيش لأكثر من عشرين عامًا بفضل تلك الجراحة. أشادت الصحافة آنذاك بالإنجاز كخطوة تاريخية في مجال الطب، رغم قلة الإمكانات الطبية المتاحة آنذاك مثل المضادات الحيوية ووسائل التخدير والرعاية الحديثة. وتُعَزز هذه الواقعة مكانة الطبيب دانيال هيل ويليامز كرائد لعلم جراحة القلب في الولايات المتحدة، وهو ما تلى مسارًا يفتح أبواب جديدة للعلاجات القلبية المتقدمة.

واصل ويليامز مسيرته المهنية حتى أصبح رائدًا في جراحات القلب. وفي عام 1913 أصبح أول أمريكي من أصل أفريقي ينضم إلى الكلية الأمريكية للجراحين، وهو إنجاز يعكس التطور الذي تحقق بفضل مبادرته. وتوفي في عام 1931، ليترك أثرًا فاعلًا في دفع أبحاث الرعاية قبل وبعد الجراحة وتطوير أساليب العلاج القلبي.

أول جراحة قلب مفتوح

أعلن الجراح الأميركي جون جيبون عن اختراع جهاز القلب والرئة الذي يسمح بنقل الدم بين جسم المريض والجهاز ليُؤكسج الدم ويديره أثناء إجراء العمليات. استخدم الجهاز لاحقًا لإجراء أول جراحة قلب مفتوح ناجحة في العالم في 6 مايو 1953 لسيسيليا بافولي، طالبة جامعية تبلغ 18 عامًا تعاني من عيب في الحاجز الأذيني، وذلك في مستشفى كلية جيفرسون الطبية.

ورغم أن التجربة الأولى للجهاز لم تنجح عندما استُخدم في جراحة لطفل عمره 15 شهرًا وتوفي أثناء العملية في عام 1952، استمر جيبون في تطوير الجهاز وتحسين تقنياته. وفي عام 1953 أُعيد استخدام الجهاز لإجراء أول جراحة قلب مفتوح ناجحة لسيسيليا بافولي، مما وضع أساسًا لتوسع تطبيقات جراحات القلب المفتوح في المستقبل.

مقالات ذات صلة