يتبين من المعطيات الطبية أن الانتفاخات التي تظهر في البطن يُنظر إليها غالبًا كغازات أو عسر هضم، لكن هذا التفسير لا يغفل احتمال وجود فتق. يحذر أطباء الجهاز الهضمي من أن جزءاً من حالات الفتق لا يرافقه ألم في بدايته، ما يؤدي إلى تجاهلها وتفاقم الوضع. وذكر جراح الجهاز الهضمي الدكتور أنشومان كوشال أن أكثر من 80% من المصابين لا يشعرون بالألم في المراحل الأولى، وهو ما يجعل الاكتشاف المبكر أمراً ضرورياً.
ما هو الفتق؟
يعرف الفتق بأنه خروج جزء من أنسجة داخلية أو عضو عبر فتحة ضعيفة في جدار البطن أو من خلال ثقب في العضلة. يحدث غالباً عندما يفقد الجدار العضلي قدرته على تحمل الضغط الداخلي. يمكن أن يظهر الفتق في أسفل الصدر عبر الحجاب الحاجز، وفي منطقة الفخذ عبر جدار البطن، وفي السرة خاصة لدى الأطفال، وأحياناً في مكان جراحة سابقة في البطن. وتختلف المناطق المصابة حسب نوع الفتق وقد يظهر دون ألم في المراحل المبكرة.
يمكن أن يظهر الفتق في عدة مناطق بالجدار البطني مثل أسفل الصدر عبر الحجاب الحاجز، وفي منطقة الفخذ عبر جدار البطن، وفي السرة عند الأطفال. وتشير الإحصاءات إلى أن الفتق الإربي يصيب نحو 25% من الرجال، بينما يصيب الفتق الحجابي نحو نصف من تجاوزوا سن الخمسين، ويظهر الفتق الخلقي عند نحو 15% من حديثي الولادة. وتحدث غالباً نتيجة ضعف في جدار عضلي أو فراغ في النسيج يتيح خروج جزء من البطن. ولا يظهر عادة ألمًا واضحاً في المراحل المبكرة.
لماذا يحدث الفتق؟
يحدث الفتق عندما يفشل جدار العضلة في تحمل الضغط الداخلي، فكل ما يرفع الضغط داخل البطن يمكن أن يدفع الأعضاء للخارج. يشمل ذلك رفع الأثقال بشكل متكرر، الوظائف التي تتطلب الوقوف الطويل، الإمساك المزمن، والسعال المستمر والعطس المصحوب بحساسية. كما يساهم الحمل المتكرر والسمنة والعمليات الجراحية السابقة في زيادة احتمال تكون الفتق. قد يكون الضعف الخلقي منذ الولادة من العوامل المؤدية أيضاً.
متى يصبح الفتق خطرًا؟
تتحول المضاعفات إلى خطورة عندما يحتجز الفتق ولا يعود إلى مكانه، ما يزيد الألم ويعرض المصاب لمشاكل أكبر. تشمل المضاعفات انسداد الأمعاء واختناق الفتق وتوقف الدم عن الوصول إلى الأنسجة وربما موتها. هذه الحالات تستدعي التدخل الطبي الطارئ وتقييم جراحي فوري. كما يمكن أن يلاحظ المريض تغيراً في لون الانتفاخ أو ظهور تنميل أو حُمّى وغثيان وقيء، وتستدعي جميعها تقييم الطبيب.
متى تستشير الطبيب؟
يزداد الاشتباه بوجود فتق عند وجود انتفاخ واضح يزداد عند الوقوف أو السعال. كما يبدأ الألم عادةً خفيفاً ثم يزداد مع الحركة أو الضغط على المنطقة المصابة. ينصح الأطباء بعدم تجاهل أي ألم أو تورم غير مفسر في البطن أو الفخذ لأن التشخيص المبكر يمنع المضاعفات الخطيرة. عند ملاحظة تغير في لون الانتفاخ أو ظهور تنميل أو حُمّى وغثيان، يجب مراجعة الطبيب فوراً.








