رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أسباب غير متوقعة للالتهاب الرئوى التنفسي: كيف يحدث؟

شارك

يبدأ الالتهاب الرئوي التنفسي عندما تدخل مواد من المعدة إلى مجرى التنفس عبر الممرات الهوائية، مثل اللعاب وجزيئات الطعام والسوائل. قد تحمل هذه المادة البكتيريا التي تصل إلى الحويصلات الهوائية وتحدث عدوى عندما تفشل آليات الدفاع في التصدي لها. بمجرد استقرار البكتيريا في الجهاز التنفسي السفلي، تبرز استجابة التهابية تؤدي إلى التهاب أنسجة الرئة وتراكم السوائل أو القيح في الحويصلات، مما يعيق تبادل الأكسجين. تتفاوت الأعراض بحسب شدة الحدث وحجم الاستنشاق وحالة المصاب، وقد تظهر تدريجيًا في بعض الحالات وبحدة في حالات أخرى.

عوامل الخطر المؤدية

تزداد مخاطر الالتهاب الرئوي التنفسي مع التقدم في العمر، حيث تضعف القوة العضلية وتتباطأ ردود الفعل وتقل الدفاعات الطبيعية للرئة. كما تسهم الاضطرابات العصبية والعضلية مثل السكتة الدماغية والخرف وأمراض الأعصاب في زيادة احتمال الاستنشاق وعدم قدرتها على حماية مجرى الهواء. وجود اضطرابات في البلع أو أمراض تؤثر على وظيفته يجعل احتمال الاختناق أكبر. كما أن سوء نظافة الفم يمثل عاملًا يرفع احتمال مرور البكتيريا من الفم إلى الجهاز التنفسي عند الاستنشاق.

الأعراض والتحذيرات المبكرة

قد يظهر الالتهاب الرئوي الناتج عن الاستنشاق بشكل تدريجي أو حاد وتكون العلامات في بعض الحالات غير واضحة خاصة عند كبار السن. تشمل الأعراض السعال مع إنتاج بلغم قد يختلف لونه وتكون الرائحة أحيانًا كريهة، مع ضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس. كما قد يصاحب الحالة حمى وتعب وألم في الصدر يزداد عند السعال أو التنفس العميق. في حال تفاقم الأعراض يجب طلب التقييم الطبي فورًا لأنها قد تشير إلى حاجة داعمة إضافية.

إجراءات الوقاية الفعالة

تقلل ممارسات الأكل الآمن من خطر الاستنشاق؛ فتناول القضمات الصغيرة والرشفات الهادئة وتجنب الكلام أثناء الأكل يساعد في تقليل دخول المواد إلى مجرى التنفس. تحافظ العناية بنظافة الفم والأسنان على انخفاض الحمل البكتيري في الفم مما يقلل احتمال نقل البكتيريا إلى الجهاز التنفسي أثناء الاستنشاق. كما تساهم تقنيات تقييم البلع وتعديل القوام الغذائي لدى من يعانون صعوبات في البلع في الحد من الخطر. وتقتضي الوقاية متابعة طبية دورية خاصة لدى كبار السن أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

التشخيص والعلاج الطبي

يعتمد التشخيص على التقييم السريري والفحوص التصويرية للصدر مثل الأشعة أو التصوير المقطعي إضافة إلى فحوص الدم لمعرفة وجود عدوى وتقييم شدتها. يحدد الطبيب خطة العلاج بناءً على وجود عدوى بكتيرية وتداعياتها وعلى شدة المرض، مع مراعاة الحاجة إلى دعم التنفس والأكسجين والسوائل. في الحالات البسيطة إلى المتوسطة يفضَّل توجيه العلاج نحو استعادة تبادل الغازات وتخفيف الأعراض مع استخدام المضادات الحيوية عند وجود عدوى بكتيرية مشتبَه بها أو مؤكدة. يواصل الطبيب متابعة الاستجابة للعلاج، وتستلزم الحالات الشديدة الدخول للمستشفى وإمكان اللجوء إلى إجراءات إضافية حسب الضرورة.

قد تتطلب الحالات الأكثر خطورة خيارات إضافية كالتغذية عبر أنبوب أو تدريب البلع، وتعديل الوضع الغذائي لتقليل مخاطر الاستنشاق. قد تكون هناك حاجة إلى الدعم التنفسي مثل الأكسجة أو التهوية في الحالات الحرجة، إلى جانب مكافحة العدوى بالمضادات الحيوية وفق الإرشادات الطبية. في بعض الحالات، قد يضطر الطبيب إلى تصريف السوائل أو القيح من الرئة أو معالجة مضاعفات أخرى وفق ما يراه مناسبًا. يهدف التدخل إلى تحسين التبادل الغازي وتقليل المخاطر المرتبطة بالالتهاب الرئوي الاستنشاقي وتقصير فترة التعافي.

مقالات ذات صلة