يواجه الكثيرون جفاف الأنف كإشكالية مزعجة تسبب إحساسًا بالحرقة والوخز في الممرات الأنفية. قد يتطور الأمر أحيانًا إلى تشققات بسيطة ونزيف خفيف عند تعرض الغشاء المخاطي للجفاف. يُعزى ذلك إلى فقدان الغشاء المخاطي لرطوبته الطبيعية التي تحميه من البكتيريا والملوثات والفيروسات.
تشير المعطيات إلى أن أسباب جفاف الأنف متنوعة، وتشمل عوامل بيئية مؤقتة إضافة إلى حالات مرضية أو استخدام أدوية تحتاج متابعة طبية دقيقة. وتبرز أهمية الحفاظ على رطوبة المكان وتعديل العادات اليومية لتجنب تفاقم المشكلة. كما أن فهم العوامل المحفزة يساعد في اختيار العلاجات المناسبة وتخفيف الأعراض تدريجيًا.
الهواء الجاف وأنظمة التكييف
يتسبب الهواء الجاف وتوفير أنظمة التدفئة والتكييف في جفاف الأنف. عند تشغيل هذه الأجهزة لفترات طويلة، تنخفض الرطوبة في الهواء وتتبخر رطوبة الأنف. يضعف الغشاء المخاطي مع الوقت ويصبح أقل قدرة على ترطيب نفسه، وهو ما يؤدي إلى الجفاف والتهيج وربما نزيف.
نزلات البرد والإنفلونزا
تُعد العدوى الفيروسية المسببة لنزلة البرد والإنفلونزا من الأسباب الشائعة. الاحتقان والتهاب الأنف يُسرع فقدان السوائل من الغشاء المخاطي. بعض أدوية الزكام ومضادات الاحتقان قد تزيد الجفاف عن طريق تقليل تدفق الدم إلى الأنسجة الأنفية.
التهاب الأنف التحسسي
التهاب الأنف التحسسي يسبب تهيجًا مزمنًا في الممرات الأنفية. التعرض لغبار المنزل وبر الحيوانات وحبوب اللقاح يحفز الجسم على إفراز الهيستامين، وهو ما يؤدي إلى عطاس مستمر وإفرازات أنفية. جفاف لاحق قد ينتج بسبب الإفراط في التنظيف أو استخدام بخاخات الأنف بشكل مفرط.
الملوثات والمواد المهيجة
التعرض للملوثات والمواد المهيجة يضعف الغشاء المخاطي في الأنف. الدخان والعوادم والروائح الكيميائية تساهم في تآكل الطبقة الواقية داخل الأنف. مع مرور الوقت، تفقد الخلايا قدرتها على إفراز المخاط الطبيعي، فيظهر الجفاف والتهيج المستمر.
التدخين وأثره في الأنف
التدخين يضعف أنسجة الأنف والفم والحلق. التعرض المستمر للدخان يغير طبيعة الخلايا المخاطية ويقلل تدفق الدم إليها. غالبًا ما يعاني المدخنون من أنف جاف وفم عطش وصعوبات في التنفس أثناء النوم.
الاستخدام المفرط لبخاخات الأنف
بخاخات الاحتقان تحتوي على مواد قابضة للأوعية الدموية. استخدامها المتكرر يؤدي إلى الارتداد الوعائي، أي زيادة الاحتقان بعد توقف تأثير الدواء. فيضطر المريض لاستخدامه مجددًا مما يسبب جفافًا شديدًا وتلفًا في بطانة الأنف.
الجفاف العام ونقص السوائل
الجفاف العام ونقص السوائل بسبب القيء أو الإسهال أو المجهود الشديد يجعل الجسم في حالة عطش داخلي تشمل الجلد والأغشية المخاطية. الأنف من أول الأعضاء التي تُظهر أثر ذلك، إذ يجف سطحه الداخلي وتظهر التشققات الدقيقة.
اضطرابات المناعة مثل متلازمة شوغرن
متلازمة شوغرن من الأمراض المناعية المزمنة التي تُضعف قدرة الغدد على إفراز السوائل. ولا تصيب العين والفم فحسب، بل تمتد إلى الأنف مسببة جفافًا مستمرًا وأحيانًا التهابات متكررة في الجيوب الأنفية.
التعرض المفرط للشمس أو الرياح
التعرض للشمس والرياح القاسية يسلب الأنف رطوبته. غالبًا ما يشعر الشخص بوخز خفيف داخل الأنف بعد يوم من التعرض لطقس قاسٍ.
الأدوية والعلاجات
بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الحساسية ومدرات البول قد تقلل إنتاج السوائل في الجسم. يظهر هذا التأثير الجانبي كجفاف في الفم والأنف معًا. لذلك يُنصح باستشارة الطبيب ومراجعة الجرعة عند ظهور الجفاف كعرض مزعج.








